الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

تحرش بامرأة فدعت عليه فهل يستجاب دعاؤها

السؤال

إلى المشايخ الأعزاء: أنا تحرشت بإحدى النساء في الأسواق فتعمدت الاصطدام بها ولمسها فصاحت في وجهي ودعت علي. بعد ما سمعت دعاءها علي أصابني الخوف وندمت ندما شديداً على ما فعلته.. سؤالي هو: هل دعاؤها علي يستجاب لأنها دعت علي بالشلل وعدم التوفيق... ثانيا كيف أكفر عما فعلته مع هذه المرأة؟ وجزاكم الله خيراً.

الإجابــة

الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعـد:

فلا شك أن ما فعلته مع تلك المرأة ذنب قبيح وسلوك مشين وظلم لتلك المرأة، والمظلوم تستجاب دعوته على من ظلمه، فعن أبي هريرة رضي الله عنه أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: ثلاث دعوات يستجاب لهن لا شك فيهن: دعوة المظلوم، ودعوة المسافر، ودعوة الوالد لولده. رواه ابن ماجه وحسنه الألباني.

فالواجب عليك التوبة إلى الله مما فعلته، والتوبة تكون بالإقلاع عن النذب، والندم على فعله، والعزم على عدم العود، واستحلال هذه المرأة من مظلمتها، فعن أبي هريرة رضي الله عنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: من كانت له مظلمة لأخيه من عرضه أو شيء فليتحلله منه اليوم قبل أن لا يكون دينار ولا درهم، إن كان له عمل صالح أخذ منه بقدر مظلمته، وإن لم تكن له حسنات أخذ من سيئات صاحبه فحمل عليه. رواه البخاري.

أما إذا كنت لا تستطيع أن تتحلل من هذه المرأة لكونك لا تعرفها أو كان في ذلك مفسدة، فإن عليك أن تستغفر الله عز وجل، وتسأله العفو والصفح، وتكثر من الأعمال الصالحة والحسنات الماحية، فإذا صدقت في توبتك وبذلت ما في وسعك، فنرجو ألا يضرك دعاء المرأة عليك - بإذن الله- فالتوبة الصحيحة تمحو أثر الذنب، قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: التائب من الذنب كمن لا ذنب له. روه ابن ماجه وحسنه الألباني.

وللفائدة انظر الفتوى رقم: 5450.

والله أعلم.

مواد ذات صلة

الفتاوى

المكتبة

بحث عن فتوى

يمكنك البحث عن الفتوى من خلال البريد الإلكتروني