الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

الدعاء بعد الصلاة.... الصورة الجائزة... والصورة الممنوعة

السؤال

السلام عليكم سؤالي هو - هل الدعاء بعد الصلاة بشكل جماعي أو فردي بدعة أم لا ؟

الإجابــة

الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه أما بعد:

فقد قال النبي صلى الله عليه وسلم لمعاذ بن جبل:
"لا تنس أن تقول دبر كل صلاة: اللهم أعني على ذكرك وشكرك وحسن عبادتك" رواه أحمد وأبو داود والنسائي.
واختلف أهل العلم في المقصود بدبر الصلاة في هذا الحديث وأمثاله من أحاديث الدعاء، فقال بعضهم: المقصود به الدعاء بعد الانتهاء والسلام من الصلاة، وهو قول له حظه من النظر والاستدلال، وعليه جمهور أهل العلم، وقال آخرون منهم ابن تيمية وابن القيم: المقصود به آخر الصلاة قبل السلام، وهو قول قوي تؤيده المرجحات الآتية:
الأول: أن الغالب استعمال كلمة الدبر للجزء من الشيء، فدبر الحيوان جزء منه، وكذلك دبر الصلاة.
الثاني: أن ما نقل عن النبي صلى الله عليه وسلم من فعله بعد الصلاة لم ينقل فيه دعاء، وإنما نقل الاستغفار والتهليل والتسبيح، وغيره من الأذكار.
الثالث: أن الدعاء داخل العبادة أفضل من الدعاء خارجها.
وعليه فنقول: الأفضل أن يدعو الإنسان قبل تسليمه من الصلاة، وله أن يدعو بعد الصلاة، لكن لا يداوم على ذلك لعدم نقله عن النبي صلى الله عليه وسلم، إلا أن يدعو بعد فراغه من الأذكار التي تقال عقب الصلاة فحسن، لأنه سيكون دعاء بعد عمل آخر هو الذكر.
وبهذا يتبين أن دعاء الإمام لنفسه بعد الصلاة، أو دعاء أحد المأمومين لنفسه ليس من البدعة في شيء.
أما الدعاء الجماعي -أي أن يدعو أحدهم ويؤمن الباقون- فهذا لم ينقله أحد عن النبي صلى الله عليه وسلم، ولا عن خلفائه، ولا عن أحد من أصحابه، وخير الهدي هدي محمد صلى الله عليه وسلم، وقد قال صلى الله عليه وسلم: "من عمل عملاً ليس عليه أمرنا فهو رد" رواه البخاري ومسلم وغيرهما.
والله أعلم.

مواد ذات صلة

الفتاوى

المكتبة

بحث عن فتوى

يمكنك البحث عن الفتوى من خلال البريد الإلكتروني