الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

واجب الموسوس في باب النجاسات

السؤال

سأبدأ بسرد المشكلة ولا أعرف كيف أبدأ، ولكن باختصار من فقد الله فماذا وجد. المشكلة بدأت منذ زمن أنا مريض بسلس البول وملابسي تتنجس، المهم كنت أضع الغسيل النجس في طبق الغسيل والغسيل مبتل بالماء ويغسل في الغسالة الاوتوماتيك وأمي لا تعلم أنه نجس والغسيل مبتل بالماء، ثم بعد أن يغسل يوضع في طبق الغسيل هو هو وبه يقينا نجاسة وينشر على الحبل وأيضا أمي تمسكه بأيديها وتمسك بها أشياء أخرى وهو يقينا نجس، المهم كنت أتجاهل ذلك كسلا لأني كنت متضايق ومتسخط وحالتي سيئه، وأمي بعد أن تمسك الغسيل النجس وأنا أراها بعيني تمسك باب الغسالة فيتنجس، ثم تفتح لتأخذ الغسيل النظيف فيتنجس أيضا، المهم تنجس كل شيء والمكوة والحنفيات بالإضافة أن لي أخت من نوع داون أي تأخر عقلي وتأتي لها الدورة ولا تغتسل ثم تتبول ولا تغتسل وتستحم وتنشف بالفوطة وأكيد تصاب بالنجاسة والحمام كذلك، وأنا كنت أغسل نصفي التحتي لكل صلاة ولكن يتقاطر نقط بول في أرضية الحمام ومن ثم الحمام مبلول فيتنجس باقي البيت لأني أراهم يمشون على البول بأرجلهم وينقلون الماء إلي البيت، وأنا أفعل ذلك. الآن تنجس كل شيء والغسالة واللباس والأرضية، ليست وسوسه لا حقيقة أنا أيضا كنت السبب كنت أتكاسل عن التطهير وأخرج مع زملائي عادي وأجلس بملابسي. لما ألاقيه تعبت تعبت تعبت أنا الآن أفكر في جهنم وشرب الحميم، أتخيل أني أشرب الماء الساخن فيقطع أمعائي، كنت أحب ربي والآن لا يوجد ذرة لهذا الحب الحياة اسودت. ماذا أفعل؟ كيف يطهر كل ذلك؟ وهل يجوز الخروج للفسحة مع زملائي والجلوس في المواصلات بهذه الملابس لأني أعرق وتتنجس الأماكن. لحد ما تحل هذه الأزمة وأنا لا أعرف اغسل لأني موسوس وأطول في الغسيل لكن ما قلته ليس وسوسة الأمر حقيقي، أنا متأكد أن النجاسة منتشرة. ماذا أفعل؟ وأنا متسخط جدا هل يغفر لي ربي؟ وتركت الصلاة لمدة شهر أتمنى أن أكون مثل الناس العاديين. كنت ملتزما والله وعمري ما كنت أتخيل هذا. ما الحل هذه نصف القصة ولكن لا أستطيع التكملة ماذا أفعل النجاسة يقينا في كل البيت أنا السبب أنا السبب هل ألتزم الجلوس في البيت لحد إلى أن أخلص. ما الحل هل يصح أن أكلم شخصا منكم علي الهواء أو على الشات يستحملني غير الفتوى المباشرة؟ أريد ايميلك حضرتك نتكلم قليلا، واحتسب تفريج كربة. تعبت من الفراغ لا أعمل شيئا.

الإجابــة

الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعـد:

فإنك أيها الأخ الكريم مبتلى بالوسوسة، وهذا مما لا شك فيه، وما تزعم أنه يقين هو محض خيالات وأوهام وتلبيسات من الشيطان لا يريد بها إلا إتعابك وصدك عن سبيل الله وأن يشغلك عما ينفعك، والأمر أيسر من ذلك بكثير، واعلم أن رحمة الله وسعت كل شيء، وأنه تعالى لطيف بعباده لا يكلفهم من أمرهم عسرا، والأصل في الأشياء كلها هو الطهارة فلا يزول هذا الأصل إلا بيقين.

وما تزعمه من تنجس البيت كله بسبب قطرة بول كانت في ثوبك إنما هو من تسلط الوسوسة عليك واسترسالك معها وعدم سعيك في علاجها، فإن هذا الثوب المتنجس قد طهر بغسل أمك له، والأصل في أرض الحمام هو الطهارة فإذا وقعت قطرة من البول على أرض الحمام فإنه يكفي أن يصب عليها شيء من ماء لتطهر بذلك، وما لم يتيقن أن النجاسة قد انتقلت من جسم لآخر فالأصل بقاء الطهارة.

ولا تتنجس المنشفة لمجرد تنشيف أختك بها حتى يعلم ويتيقن أن النجاسة قد وصلت إليها، وقد ذهب بعض العلماء إلى أن النجاسة إذا جفت ثم أصابت طاهرا مبتلا أنها لا تنتقل بذلك، وانظر الفتوى رقم: 45775، وهذا القول أرفق بالموسوس.

فظهر لك أن كل ما تذكره أوهام وخيالات لا حقيقة لها، فالذي ننصحك به حتى تتعافى من هذا المرض هو أن تعرض عن جميع هذه الوساوس وألا تلتفت إليها وأن تبني على الأصل وهو الطهارة، وإذا كنت مصابا بسلس البول كما تذكر ولم يكن ذلك مجرد وسوسة فالواجب عليك هو أن تتحفظ بشد خرقة أو نحوها على الموضع ثم تتوضأ لكل صلاة بعد دخول وقتها وتصلي بهذا الوضوء الفرض وما شئت من النوافل، وانظر لبيان ضابط الإصابة بالسلس الفتوى رقم: 119395.

وأما الصلوات التي تركتها فعليك أن تقضيها فإنها دين في ذمتك لا تبرأ إلا بقضاءها وقد قال صلى الله عليه وسلم: فدين الله أحق أن يقضى. متفق عليه.

وأما ما تشعر به من الفراغ فعليك أن تملأه بصحبة الصالحين والعناية بالعلم الشرعي الذي يعصم من هذه المزالق، وأن تحضر وتسمع الدروس والمحاضرات النافعة، وتشغل نفسك بحفظ القرآن الكريم ونحو ذلك من الأعمال الفاضلة.

نسأل الله لك ولجميع المبتلين العافية.

والله أعلم.

مواد ذات صلة

الفتاوى

المقالات

الصوتيات

المكتبة

بحث عن فتوى

يمكنك البحث عن الفتوى من خلال البريد الإلكتروني