الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

السؤال

أنا وقعت في مشكلة، وهي أن أبي أراد أن يبني لنا بيتا لمستقبل أولاده، لكن أعمامي تدخلوا ليمنعوا أبي من ذلك لأنهم يريدون من أبي أن يبني البيت لهم على حسابه، وكانت أمي تمنعه من ذلك، فما كان من أعمامي إلا أنهم عملوا عملا ليسكتوا أمي، ويصرفوا أبي عنها حتى لا يسمع كلام أمي، فتغيرت أحوال بيتنا إلى أن وصل الأمر بنا أن هدد أبي أمي بالطلاق إذا تكلمت مرة أخرى في هذا الشأن، ثم اكتشفنا بعد أيام أن هذا الشيء حدث من نتائج أعمال أعمامي فهم زرعوا بعض الأشياء في بيتنا لتحدث الخلافات بيننا، وأنا أريد أن أنتقم منهم، فهل يجوز، وما الحل، وماذا نفعل الآن أفيدونا وفقكم الله؟

الإجابــة

الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعـد:

فإذا لم يكن عندك بينة ظاهرة على قيام أعمامكم بعمل السحر فلا يجوز لك اتهامهم بذلك، وانظر الفتوى رقم: 56044.

أما إذا كنت متيقناً من قيامهم بعمل السحر فلا شك أن ذلك منكر عظيم، فالسحر من أكبر الكبائر ومن السبع الموبقات، أما عن رغبتك في الانتقام منهم -إذا ثبت قيامهم بعمل السحر- فيجوز لك رفع أمرهم للقاضي، أما أن تقتص منهم بنفسك فليس لك ذلك، فإنما يجوز للإنسان أن يقتص من ظالمه بمثل فعله إذا لم يكن الفعل معصية، أما المعصية فلا تقابل بمثلها، قال القرطبي في تفسير قوله تعالى: ... فمن اعتدى عليكم فاعتدوا عليه بمثل ما اعتدى عليكم.. وليس لك أن تكذب عليه وإن كذب عليك فإن المعصية لا تقابل بالمعصية. الجامع لأحكام القرآن.

واعلموا أنه لا يجب على أبيكم بناء بيت لمستقبلكم، وبالأحرى لا يجب عليه بناء بيت لإخوته من ماله، وإنما له أن يتصرف في ماله كما يشاء ما دام ينفق على زوجته وأولاده الصغار بالمعروف، لكن إذا كان هناك مصلحة في بنائه البيت لكم فلا مانع من مناصحته برفق وأدب، وينبغي أن تسعوا للتأليف بين أبيكم وأمكم وتجتهدوا في إزالة أسباب الشقاق بينهما، مع التنبيه على ضرورة اجتناب المعاصي الظاهرة والباطنة والإقبال على الله وكثرة الذكر والدعاء، وإذا تيقنتم من وجود السحر فعلاجه ميسور بإذن الله تعالى بالمحافظة على الأذكار والرقى المشروعة مع التوكل على الله، وراجع في ذلك الفتوى رقم: 2244، والفتوى رقم: 10981.

والله أعلم.

مواد ذات صلة

الفتاوى

المقالات

الصوتيات

المكتبة

بحث عن فتوى

يمكنك البحث عن الفتوى من خلال البريد الإلكتروني