الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

حكم بيع الأرض لسمسار قد يبيعها لليهود

السؤال

أنا أخت ولي خمسة إخوة، وحالتنا المادية ليست جيدة، ورثنا عن والدنا أرضا في الضفة الغربية (فلسطين)، وأردنا بيع الأرض لأحد السماسرة العرب، تاجر في الأراضي في فلسطين، ولا نعلم كيفية تصرف هذا الشخص في الأرض إذ يمكن بيعها لليهود، وعند سؤالنا له عن كيفية التصرف فيها أجاب: أنه هو تاجر ولم يرد بإجابة شافية عن كيفية التصرف فيها، فهل بيعنا له حلال أم ماذا، مع العلم أنا مضطرون للبيع، ومعظم السماسرة لا يجزمون بالرد عن كيفية التصرف بالأرض، فأرجو الرد سريعاً؟ وشكراً لكم.

الإجابــة

الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعـد:

فقد صدرت فتوى من علماء وقضاة وخطباء فلسطين في المؤتمر الذي انقعد بالقدس سنة 1355 هجرياً، بحرمة بيع الأراضي الفلسيطنية لليهود، لأنه يحقق المقاصد الصهيونية في تهويد أرض فلسطين، وأشاروا إلى فتاوى علماء المسلمين في العراق ومصر والهند والمغرب وسوريا والأقطار الأخرى بأنها أيضاً تحرم بيع الأرض في فلسطين لليهود، ثم ذكروا الأدلة في ذلك (نقلاً عن موسوعة الدين النصيحة) للباحث علي نايف الشحود.

وعلى ذلك فما تفعله السائلة الكريمة وإخوتها من التحري وسؤال السماسرة كي يتجنبوا بيعها لليهود مطلب شرعي، يؤجرون عليه ويشكرون ويحسن بهم أن يصبروا ويتمسكوا بذلك احتساباً للأجر عند الله، فإن ظهر لهم من القرائن أن هذا السمسار يبيع الارض لليهود لم يجز لهم بيعها له، وإن لم يظهر ولم يغلب على ظنهم ذلك فلا بأس، وما عليهم في هذه الحال إلا أن ينصحوه ويعظوه ويبينوا له حرمة بيعها لليهود، فإن باعها لهم بعد ذلك تحمل هو وزرها.

والله أعلم.

مواد ذات صلة

الفتاوى

المكتبة

بحث عن فتوى

يمكنك البحث عن الفتوى من خلال البريد الإلكتروني