الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

على الأم أن تراعي سن وليدها وطريقة تأديبه

السؤال

إذا سمحت يا شيخ أنا عندي ولد عمره ثلاث سنوات وأربعة أشهر، وهو يشغلني مرة وعنيد مرة ولا يسمع الكلام ،واليوم شغلني وحاولت أخوفه بهواء الاستشوار لكي يسمع الكلام ولكن وبدون قصد طبع أثر من حرارة الاستشوار وأنا ضايق صدري وأخاف أن أأثم على ما فعلت. أرح قلبي يا شيخ مع العلم أن العقاب لا ينفع معه أبدا؟

الإجابــة

الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعـد:

فلا شك في خطأ الأخت السائلة في استعمال هذه الوسيلة لتأديب ابنها، فإن تأديب الأولاد وإن كان مشروعا في الأصل إلا إنه ينبغي مراعاة السن التي يفيد فيها التأديب بالعقاب، وهو بلوغ سن التمييز، فإن العقاب قبل ذلك يضر ولا ينفع، كما سبق التنبيه عليه في الفتوى رقم: 33524.

وكذلك ينبغي مراعاة طريقة التأديب ومقداره ومحله، ولابد أن يتقيد في كل ذلك بوصف السلامة، وأما ما يؤدي إلى الضرر فمحرم، وقد سبق لنا تفصيل ذلك في الفتوى رقم: 14123.

وبخصوص الطريقة المذكورة فإنها مع ما تقدم، يخشى أن يكون لها حكم التعذيب بالنار، وقد نهينا عن ذلك حتى مع الكفار الحربيين، فعن أبي هريرة رضي الله عنه أنه قال: بعثنا رسول الله صلى الله عليه وسلم في بعث فقال: إن وجدتم فلانا وفلانا فأحرقوهما بالنار. ثم قال رسول الله صلى الله عليه وسلم حين أردنا الخروج: إني أمرتكم أن تحرقوا فلانا وفلانا، وإن النار لا يعذب بها إلا الله، فإن وجدتموهما فاقتلوهما. رواه البخاري.

وجاء في (الموسوعة الفقهية): يحرم التأديب بإحراق الجسم أو بعضه بقصد الإيلام والتوجيع. اهـ.

فعلى الأخت السائلة أن تستغفر الله تعالى وتتوب إليه، وتحسن معاملة ابنها وتتخير له من وسائل التأديب ما يناسبه.

ثم نلفت نظرها إلى ضرورة تعلم ما يفيدها من طرائق ووسائل التربية، وقد سبق لنا بيان شيء من ذلك في الفتاوى ذوات الأرقام التالية: 17078، 21752، 59910، 71778. كما سبق في الفتوى رقم: 55386 ذكر بعض النصائح والكتب والمواقع المهمة عن تربية الأولاد.

والله أعلم.

مواد ذات صلة

الفتاوى

المقالات

الصوتيات

بحث عن فتوى

يمكنك البحث عن الفتوى من خلال البريد الإلكتروني