الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

توجيهات للناشئة في مواجهة الفتن والشهوات

السؤال

تركت ولدي البالغ من العمر 17 سنة يبحر في الإنترنت على الحاسوب الموجود بالبيت؛ قصد الحصول على معلومات تفيده في دراسته، وبعد الانتهاء فتحت الحاسوب، واطلعت على ما كان يزوره من مواقع، فوجدت من بين المواقع ما هو إباحي، ووجدت صورًا لنساء عاريات، ولم أشعر ابني بما رأيت، وقمت بطرح السؤال على مختصين في التربية، لعلي أجد من يرشدني ويقول لي ماذا أفعل.

الإجابــة

الحمد لله، والصلاة والسلام على رسول الله، وعلى آله، وصحبه، أما بعـد:

فإن تربية الأبناء من أهم الواجبات، والله سائل أولياء أمورهم هل حفظوا ما اؤتمنوا عليه أم ضيعوا؟ فقد قال الله تعالى: يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا قُوا أَنفُسَكُمْ وَأَهْلِيكُمْ نَارًا وَقُودُهَا النَّاسُ وَالْحِجَارَةُ {التحريم:6}.

ومرحلة المراهقة هي أخطر مرحلة يمر بها الإنسان، حيث إن للإنسان فيها تغيرات جسمية، وعقلية، وعاطفية، وجنسية، والشيطان حريص على إغوائه في هذه المرحلة.

فنقول: قد أحسن الأخ السائل حين سأل قبل أن يقدم على أي تصرف مع الولد، (فإنما شفاء العي السؤال) ومن خلال اطلاعنا على ما قاله المختصون في التربية في هذا الجانب، وجدناهم ينصحون بما يلي:

-الحرص على ربط الفتى بصحبة صالحة؛ فإن صحبة الصالحين تغري بالصلاح، والصاحب ساحب، وكما قيل:

عن المرء لا تسأل وسل عن قرينه ... فكل قرين بالمقارن يقتدي.

فابحث له عن الشباب المستقيم المتمسك بالدِّين؛ لينخرط فيهم، ويعبد الله معهم، ويشهد معهم صلاة الجماعة، ويطلب معهم العلم النافع.

-الحرص على شغل وقته بالنافع المفيد من أمور الدين والدنيا، ولا يترك فارغًا؛ فإنه من أعظم المفسدات في هذه المرحلة، كإشراكه في أي نشاط جماعيٍ هادفٍ حولكم، حيث يستفيد ويفيد.

- المبادرة، والإسراع بتزويجه، فقد قال صلى الله عليه وسلم: يا معشر الشباب، من استطاع منكم الباءة، فليتزوج، فإنه أغض للبصر، وأحصن للفرج، ومن لم يستطع، فعليه بالصوم؛ فإنه له وجاء. رواه البخاري، ومسلم.

- كثرة الدعاء له بالخير، والتوفيق، والسداد.

- حثه على فعل الطاعات من: واجبات، ومستحبات، والبعد عن المحرمات، والمشتبهات، والمكروهات.

- عدم تمكينه من استخدام الإنترنت، وغيره من الوسائل بطريقة غير صحيحة، وإبعاده عنها، إلا في ما لا بدّ منه، ولا يسمح له بتصفح الإنترنت إلا ومعه غيره، والوسيلة في ذلك أن يوضع الجهاز في مكان عام في البيت، بحيث لا ينفرد الولد بمشاهدة ما لا يحسن مشاهدته.

هذه بعض التوجيهات المفيدة في هذا الجانب، ويمكن تصفح موقع: المربي على الإنترنت، ويشرف عليه الشيخ محمد عبد الله الدويش، وهو من أفضل المواقع العربية المختصة بتربية الناشئة.

كما ننصحه بالاستماع إلى الأشرطة الإسلامية، ومنها: (توبة صادقة) للشيخ سعد البريك، (وَاتَّقُوا يَوْمًا تُرْجَعُونَ فِيهِ إِلَى اللَّهِ) للشيخ محمد بن محمد المختار الشنقيطي، ومحاضرة (على الطريق) للشيخ علي القرني، وتجد هذه الأشرطة على موقع طريق الإسلام islamway. com على الإنترنت.

والله أعلم.

مواد ذات صلة

الفتاوى

المقالات

الصوتيات

المكتبة

بحث عن فتوى

يمكنك البحث عن الفتوى من خلال البريد الإلكتروني