الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

زوجته تصر على السفور وتعصي أمره

السؤال

السؤال:
أنا متزوج منذ عام ونصف تقريبا في مجتمع متفتح جدا وبسبب غيرتي على زوجتي ونصحي لها المستمر من أجل صون نفسها من عدم الاختلاط بأجانب وعدم الذهاب للمناسبات التي تعتبر أم المفاسد حيث الاختلاط والغنى وغير ذلك كل هذا أبعد مني زوجتي وأصبحت تعاملني بقساوة وبغضب وكل ما حاولت تحذيرها أو إظهار عدم رضاي عن أي تصرف تقوم به إلا و بدأت المشاكل و تقول لي لا يمكنك تغييري وسأفعل ما يحلو لي تحمل أو أذهب إلى أهلك -رغم أنها مقارنة مع أغلب المجتمع أفضل- وهي منذ أقرب من شهر بدأت تتحضر فبدأت تضع مساحيق وأشياء أخرى من أجل أن تظهر بمنظر أفضل في مناسبة زفاف لابن عمها الذي كان ينوي الزواج بها رغم أن المناسبة يوم 20/06/10 القادم.
وكلما ذكرتها بأن المناسبة يجب أن تذهبي إليها بملابس متسترة إلا وجن جنونها وتحدتني وقالت سأذهب إليها وسألبس كما أشاء وفي ذلك اليوم تمنعني من الفراش وكلما حاولت التقرب إليها قامت برفع صوتها في وجهي وتتوصل أن نفترق لا لذنب لي سوى محاولتي نصح زوجتي وغيرتي عليها فأنا اليوم مخير إما أن أطلق وأنا أحبها كثيرا ولا أعرف كيف أتحمل تبعات ذلك على حالتي النفسية المتدهورة بسبب انشغالي بهذه المشاكل أو سكوتي وأن كون أصم أعمى وأتركها تفعل ما يحلو لها رغم أني لا يمكنني تحمل ذلك علما أن الزواج عندنا في الصحراء الغربية غال جدا و أنا لا أملك المال وكل ما عندي وعند والدي دفعناه مهرا لهذا الزواج ولكي أفكر في الزواج يجب انتظار 4 سنوات أو أكثر لا يقدر الله أفتوني جزاكم الله وادعو لزوجتي بالهداية لأنه لا يمكن لأي امرآة أن تعوض مكانها في قلبي ..
جزاكم الله خيرا ..

الإجابــة

الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعـد:

فلا شك أن ما تفعله زوجتك من ظهورها بزينتها في الأماكن المختلطة أمر محرم لا خلاف في حرمته، ورفضها مع ذلك الانصياع لأمرك يلحق بها وصف النشوز، وبذا تكون قد جمعت بين معصية الله ومعصية الزوج وفتنة الناس وكفى به إثما مبينا.

والذي ننصحك به هو أن تذكرها بالله سبحانه وتعالى وتعلمها بحرمة التبرج والسفور كما بيناها في الفتوى رقم: 26387، والفتوى رقم: 115873.

واستعن بالله سبحانه على هدايتها ونصيحتها، واستخدم في ذلك ما تقدر عليه من وسائل الدعوة إلى الله سبحانه، ويمكنك أن تصلها بصحبة صالحة من النساء ذوات الدين والخلق ليكن عونا لها على طاعة الله والقيام بأوامره، فإن أصرت على التبرج والسفور والخروج من البيت على هذه الهيئة المنكرة التي تفتن الناس فالأولى لك أن تطلقها لأنه لا يستحب إمساك من هي مفرطة في حقوق الله ناشزة على زوجها بل لا خير في إمساكها أصلا، قال ابن قدامة رحمه الله في المغني مبينا أضرب الطلاق وما يعتريه من الأحكام الشرعية:.... والرابع: مندوب إليه، وهو عند تفريط المرأة في حقوق الله الواجبة عليها مثل: الصلاة ونحوها ولا يمكنه إجبارها عليها، أو تكون له امرأة غير عفيفة. انتهى.

نسأل الله سبحانه أن يهدي زوجتك إلى سواء السبيل وأن يصرف عنها كيد شياطين الإنس والجن ويصلح لها الحال والبال إنه سبحانه كريم.

والله أعلم.

مواد ذات صلة

الفتاوى

بحث عن فتوى

يمكنك البحث عن الفتوى من خلال البريد الإلكتروني