الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

دعي الوساوس واعلمي أن تلك الأمور لا تعد استخفافا بالدين

السؤال

فـضيلة الشيخ ، منذ أن علمت أن الاستهزاء بأي شيء من الدين حتى لو كان مستحبا كفر ، فأصبحت أشك في كل شيء، وأتهم نفسي وغيري دوما بالوقوع في الكفر، وهذه عدة مواقف أرجو من سماحتكم إعطاء الرأي فيها : هل هي كفر أم لا؟
طلب مني أخي بعض الحلويات وعندما هممت بإعطائه قال لي مازحا يجب أن تخرجي الزكاة ، ثم أعطيته ما طلب مني ، أنا خائفة أن أكون بإعطائي له قد وافقت على كلامه أو شيء من هذا القبيل ؟
أخت صديقتي طفلة صغيرة وكثيرا ً ما تخطيء في اسم خديجة، وأنا ضحكت على خطئها فهل هذا استهزاء والعياذ بالله ؟
قالت لي صديقاتي مزاحا : لقد جئنا لنقوم بخطبتك ، هل هذا استهزاء بالزواج والذي هو من ديننا ويختلف حيث قد يكون مستحبا وقد يكون واجبا ؟
بارك الله فيكم وهل أنا موسوسة ؟ وكيف اعرف أن هذا استهزاء بالدين حتى أتفاداه ؟ أرجو الرد لأنني في حيرة شديدة ؟

الإجابــة

الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعـد:

فقد سبق أن نصحنا السائلة مرارا بتجنب الوسوسة في مثل هذه الأمور، وأن تطرح عن نفسها هذه الأفكار، ولا تسترسل معها، فلن نعيد ذلك وقد كررناه لها، ونسأل الله تعالى أن يشرح صدرك ويلهمك رشدك، وأن يقيك شر نفسك وشر الشيطان وشركه.

وأما المواقف التي ذكرتها فليس فيها استهزاء بشيء من الدين وشعائره وأحكامه. فالاستهزاء بالدين منبعه السخرية والاستخفاف، قال البيضاوي: الاستهزاء السخرية والاستخفاف، يقال: هزئت واستهزأت بمعنى، كأجبت واستجبت، وأصله الخفة من الهزء وهو القتل السريع. اهـ.

ولا يخفى أن خوف السائلة الذي وصل إلى حد الوسوسة قاطع بأنه ليس عندها أي استخفاف بالدين وأحكامه. فنعود ونذكرها بأن أفضل علاج لمثل حالها هو الإعراض التام عن هذه الوساوس، وراجعي تفصيل ذلك في الفتوى رقم: 136381.

والله أعلم.

مواد ذات صلة

الفتاوى

المقالات

الصوتيات

المكتبة

بحث عن فتوى

يمكنك البحث عن الفتوى من خلال البريد الإلكتروني