الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

لا يكفر الموسوس ما دام يدافع الوساوس

السؤال

هل الخلوة مع من كتبت عليها كتابي في بيت أهلها وتقبيلها بشهوة يلزم العدة؟ يعني هل يعتبر دخولا؟ وهل لو وقع كفر بعد هذا أو ناقض من نواقض الإسلام لا يجب تجديد العقد إلا بعد فوات العدة، مع العلم أن الخلوة من غير دخول في الزوجة، وأنا يا شيخ عقدتي فقط هي تجديد عقد النكاح لأنني مريض بالوسواس القهري بالأفعال والأقوال والأفكار الكفرية الشديدة، وهل لو كان سبب هذا الوسواس هو التفكير الدائم بالشهوة والنظر إلى الحرام هل معنى ذلك أنني محاسب على الكفر أيضا وهو الناتج عن مرض الوسواس القهري، مع العلم أنني أكره الكفر كرها شديداً، وهل عشرتي لزوجتي حلال أم لا؟ مع العلم أنني أرسلت لكم أكثر من 20 سؤالا ولم أرتح لأنني في حيرة من أمري هل يلزمني تجديد النكاح أم لا؟ هل لا يلزم؟ هل أنا كفرت أم لا؟ أنا يا شيخ أريد فتوى لواحد في حالتي أنتم تقولون أن الموسوس لا يجب عليه الالتفات لمضمون الوسوسة، وأنا فعلت ذلك لكن أشعر بهذه الطريقة أن الوسواس يأخذ مجراه في عقلي وأشعر أنني راض عنه، لكن في قرارة نفسي أنا أكره الكفر، فهل هذا الشعور من المرض أو الوسوسة؟ وهل أحكام الكفر إذا خرج من مريض مثلي هي نفسها من الخالي من الأمراض بالذات الوسواس في هذه الأشياء. أريد فتوى تخص هذا من جمع الجوانب بالله عليكم ولا أريد فتاوى أخرى لأنني قرأتها كلها، وجاءت لي بالحيرة والقلق وعدم فهم نفسي، وأنا أريد أن أعرف أيضا هل الردة التى حصلت في عهد الرسول عليه الصلاة والسلام وذلك بعد وفاة الرسول عليه الصلاة والسلام حين عادوا إلى الإسلام هل رجعوا لزوجاتهم بتجديد النكاح؟ والله يا شيخ تعبت، وهذا عوضا أن الوسوسة في كنايات الطلاق وغيرها؟

الإجابــة

الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعـد:

فإذا كنت قد خلوت بزوجتك خلوة صحيحة بمعنى أنها خلوة يمكن الوطء فيها عادة، فحكمها حكم الدخول وتثبت بها العدة عند الجمهور، وانظر لذلك الفتوى رقم: 43473.

وعلى هذا القول بثبوت العدة بالخلوة الصحيحة، فإنه إذا حصلت ردة -والعياذ بالله- من أحد الزوجين بعد الخلوة الصحيحية فإنه يحال بين الزوجين إلى انتهاء العدة، فإن رجع المرتد إلى الإسلام في العدة فالنكاح باق لا يحتاج إلى تجديد عقد، وانظر لذلك الفتوى رقم: 23647.

واعلم أن الكفر والعياذ بالله لا يحصل بالوسوسة ما دام صاحبها كارهاً لهذه الوساوس، والواجب عليك الإعراض عن تلك الوساوس وعدم الالتفات إليها جملة وتفصيلاً، سواء في أمور الإيمان والكفر أو صحة زواجك أو غير ذلك، وننصحك بعرض نفسك على طبيب نفسي مع الاجتهاد في التخلص من الوساوس والانشغال بالأمور النافعة، ومن أعظم ما يعينك على ذلك الاستعانة بالله وصدق اللجوء إليه وكثرة الدعاء، وراجع في وسائل التخلص من الوسوسة الفتاوى ذوات الأرقام التالية: 39653، 103404، 97944، 3086، 51601 .

وللفائدة يمكنك التواصل مع قسم الاستشارات بالشبكة.

والله أعلم.

مواد ذات صلة

الفتاوى

المقالات

الصوتيات

المكتبة

بحث عن فتوى

يمكنك البحث عن الفتوى من خلال البريد الإلكتروني