الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

تقديم العم والخال على ابن الأخ والأخت وإن كانا أصغر سنا

السؤال

لدي ابن أختي وهو أكبر مني بخمس سنوات مع أنني خاله، فمن منا أحق بالجلوس في الكرسي الأمامي للسيارة؟ ومن له حق الأفضلية على الآخر؟ أريد الرد بالدليل من السنة، لأنني أعرف حديثا يفضل الأكبر في السن، ولا أعرف حديثا يفضل الخال.

الإجابــة

الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعـد:

فإن الأصل تقديم الأكبر سنا، لقول النبي صلى الله عليه وسلم ـ لمن أراد أن يتكلم قبل من هو أكبر منه: كبر كبر. الحديث متفق عليه. وقوله صلى الله عليه وسلم: ليس منا من لم يرحم صغيرنا ويوقر كبيرنا. رواه أبو داود والترمذي وغيرهما.

وقد ذهب بعض أهل العلم إلى أن العم والخال يقدمان على أبناء الإخوة والأخوات ـ ولو كانا أصغر منهم ـ لأنهما بمنزلة الوالد، فقد جاء في شراح المختصر لخليل المالكي عند قوله فيمن يقدم للإمامة والصلاة بالناس: والعم على غيرهم ـ قالوا: ويقدم الأب والعم وإن كان أصغر سنا من ابن أخيه، قاله مالك.

ولما روي مرفوعا إلى النبي صلى الله عليه وسلم أنه قال: الخال والد.

وصح عنه صلى الله عليه وسلم أنه قال: الخالة بمنزلة الأم. متفق عليه.

وعلى هذا القول، فإن الأحق بالتقدم هو الخال ولو كان أصغر، وعلى كل حال، فإنه لا يلزم من تقدم أحدهما على الآخر في المكان أو في الصلاة أنه أفضل منه، لأن الأفضلية لا تكون بالسن ولا بالمكانة، وإنما تكون بتقوى الله تعالى، كما قال الله تعالى: إِنَّ أَكْرَمَكُمْ عِنْدَ اللَّهِ أَتْقَاكُمْ. { الحجرات: 13 }.

وكما قال النبي صلى الله عليه وسلم: لا فضل لعربي على أعجمي، ولا لعجمي على عربي، ولا لأحمر على أسود، ولا أسود على أحمر، إلا بالتقوى.

بقي أن ننبه على أن السيارة إذا كانت مملوكة لأحدكما أو كان هو من يدفع إيجارها فهو الأولى بمقدمها على كل حال، وللمزيد من الفائدة انظر الفتويين رقم: 37424، ورقم: 109042.

والله أعلم.

مواد ذات صلة

الفتاوى

المقالات

الصوتيات

المكتبة

بحث عن فتوى

يمكنك البحث عن الفتوى من خلال البريد الإلكتروني