الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

الزنا بالخطيبة والزواج بها قبل التوبة والاستبراء

السؤال

رجل عاشر خطيبته معاشرة الأزواج عدة مرات خلال فترة الخطوبة، وتزوجا بعد ذلك ولم يكونا يعلمان أنهما يجب أن يعلنا التوبة من هذه المعصية، ولكن كان يحدث ندم بعد كل معاشرة، وأحيانا كان لا يحدث ندم وهما الآن متزوجان منذ اثني عشر عاما. هل الزواج صحيح؟

الإجابــة

الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعـد:

فالمخطوبة قبل العقد أجنبية، والزنا بها من أعظم المنكرات، وكبيرة من كبائر الذنوب كالزنا بغيرها، وقد حذر الله تعالى منه أشد التحذير ووصفه بأبشع الأوصاف. فقال: وَلاَ تَقْرَبُواْ الزِّنَى إِنَّهُ كَانَ فَاحِشَةً وَسَاء سَبِيلاً. {الإسراء:32}. وراجع الفتوى رقم: 1095.

والتساهل في أمر التعامل بين الخاطبين، واللذان هما أجنبيان عن بعضهما، وتمكينهما من الخلوة ببعضهما والخروج ونحو ذلك، لمن أعظم أسباب وقوع الفاحشة بينهما.

والتوبة واجبة عليكما على كل حال، وليس إعلان التوبة، بل إن الواجب على من وقع في الزنا أن يستر على نفسه ولا يكفي مجرد الندم، بل لا بد لصحة التوبة من شروط، ويمكن مطالعة هذه الشروط بالفتوى رقم: 5450.

وإن كنت قد تزوجت زوجتك هذه قبل الاستبراء فزواجك منها محل خلاف بين الفقهاء، وزواجك منها صحيح على قول من ذهب إلى صحة الزواج في هذه الحالة. وراجع الفتوى رقم: 11426.

والله أعلم.

مواد ذات صلة

الفتاوى

الصوتيات

المكتبة

بحث عن فتوى

يمكنك البحث عن الفتوى من خلال البريد الإلكتروني