الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

لا تعارض بين السعي لطلب الرزق وطلب العلم والعبادة

السؤال

أنا عندي 28 سنة، ولم أحصل بعد تكاليف الزواج، وأسأل عن السعي على الرزق. هل أجعل كل وقتي للسعي على الرزق حتى أحصل المال، مع العلم اني أحب العبادات كحضور الدروس الدينية والذكر. فما هو الأولى السعي أم العبادة ؟

الإجابــة

الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعـد:

فلا شك أن طلب العلم النافع والعمل به من أفضل القربات عند الله تعالى، ولا سيما إذا كان تعلم فرض العين الذي نص أهل العلم على أن تعلمه فرض عين على كل مكلف.

قال الأخضري المالكي في مقدمته: أول ما يجب على المكلف تصحيح إيمانه ثم معرفة ما يصلح به فرض عينه كأحكام الطهارة والصلاة والصيام. وذلك لقوله صلى الله عليه وسلم كما في سنن ابن ماجه: طلب العلم فريضة على كل مسلم.

وأفضل ما يتقرب به العبد إلى ربه هو أداء ما افترض عليه كما جاء في الحديث القدسي: وما تقرب إلي عبدي بشيء أحب إلي مما افترضته عليه. الحديث رواه البخاري.

وما زاد على فرض العين فهو خير، وإذا حصل المكلف فرض العين وكان بحاجة إلى الزواج. أو كانت نفسه تتوق إليه، فإن الأولى أن يقدم السعي لتحصيل ما يلزم للزواج، وربما وجب ذلك إذا كان يخاف من الفتنة والوقوع في الحرام.

والسعي لتحصيل الرزق المباح مطلوب شرعا ومرغوب طبعا، ولا يتنافى مع ذكر الله تعالى وعبادته، قال الله تعالى :هو الذي جعل لكم الأرض ذلولا فامشوا في مناكبها وكلوا من رزقه وإليه النشور. (الملك :15). وقال تعالى : وآخرون يضربون في الأرض يبتغون من فضل الله وآخرون يقاتلون في سبيل الله.(المزمل:20).

قال النسفي : سوى سبحانه وتعالى في هذه الآية بين درجة المجاهد والمكتسب، لأن كسب الحلال جهاد .

وعلى ذلك فإذا حصلت فرض العين، فالأولى لك أن تسعى لتحصيل ما تعف به نفسك، فذلك من العبادة إذا صلحت النية وقصد به الإعفاف عن الحرام والاستغناء عن ما في أيدي الناس .

وللمزيد من الفائدة انظر الفتاوى التالية أرقامها :72933,67925,62010,137989.

والله أعلم .

مواد ذات صلة

الفتاوى

الصوتيات

المكتبة

بحث عن فتوى

يمكنك البحث عن الفتوى من خلال البريد الإلكتروني