الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

كيفية القضاء وهل يأثم من مات دون إتمام ما عليه من فوائت

السؤال

شيخنا الفاضل، أود الاستفسار حول الصلوات الفائتة، لأنني كنت مهملة في صلاتي، فإذا صليت الصبح والظهر لا أصلي العصر والمغرب فكانت صلاة متقطعة وعندما منّ الله علي بالتوبة ندمت واستغفرت وأصبحت أقرأ القرآن وأصلي النوافل وصلواتي في وقتها كلها، وعندما أدركت أن علي صلاة ما فات لم أدرك عدد ما لم أصل لأنني لم أكن منقطعة تماما وإنما أصلي فرضا أو فرضين في اليوم، فأصبحت حاليا أصلي مع كل فرض صلاة فائتة، غير أنني خائفة إذا أدركني الموت وأنا لا أتم هذا الدين، فبما تنصحني شيخنا الفاضل؟ وبارك الله فيكم.

الإجابــة

الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعـد:

فالحمد لله الذي منّ عليك بالتوبة من هذا الذنب العظيم والمنكر الجسيم، ثم اعلمي أن العلماء مختلفون في وجوب قضاء الصلوات المتروكة عمداً وقد أوضحنا هذا الخلاف في الفتوى رقم: 128781.

وبينا أن أحوط القولين هو قول الجمهور وهو الذي نفتي به وهو لزوم قضاء تلك الصلوات المتروكة عمداً، وإذا جهلت عدد ما تركته من الصلوات فإنك تعملين بالتحري فتقضين من الصلوات ما يحصل لك معه اليقين أو غلبة الظن ببراءة ذمتك فإن هذا هو ما تقدرين عليه والله لا يكلف نفساً إلا وسعها.. ثم الواجب عليك أن تقضي هذه الصلوات فوراً بما لا يضر ببدنك أو معاشك، ومن العلماء من يرى أنك تقضين مع كل يوم صلاة يومين، ولكن القول الأول أحوط وأبرأ للذمة.. وانظري للفائدة في ذلك الفتوى رقم: 70806.

وبه تعلمين أنه لا يكفيك قضاء يوم مع كل يوم بل عليك أن تنشغلي بقضاء ما عليك ما لم يلحقك بذلك ضرر على ما أوضحنا، فإذا فعلت ذلك واجتهدت في قضاء هذه الفوائت حسب استطاعتك وقدر طاقتك فقد فعلت ما يلزمك، فإذا أدركك الموت وأنت منشغله بالقضاء لم يكن عليك إثم لأنك فعلت ما أمرت به كما أمرت، وقد قال الله تعالى (فاتقوا الله ما استطعتم)، فإذا صحت توبتك واتقيت الله ما استطعت ففعلت ما تقدرين عليه من القضاء لم تكوني مؤاخذة بما عجزت عنه.

والله أعلم.

مواد ذات صلة

الفتاوى

الصوتيات

المكتبة

بحث عن فتوى

يمكنك البحث عن الفتوى من خلال البريد الإلكتروني