الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

مجرد نظر الفتاة للرجل لا يسبب خروج المني

السؤال

أنا فتاة غير متزوجة أعاني من وسواس في أمور العبادات وخاصة في الطهارة، وقد تدرج الأمر إلى شك في الصلاة والوضوء ثم مشكلتي الكبرى الوسوسة في إنزال المني، فهذا الأمر يتعبني جداً ويضيق صدري ويجعلني أشك في صحة صيامي وصلاتي، فأنا عندما أرى رجلا في التلفاز أكون خائفة جداً أن ينزل مني مني وفي الغالب ـ والحمد لله ـ لا أشاهد سوى القنوات الدينية والإخبارية وبعض القنوات الثقافية الوثائقية وحتى هذه القنوات عندما أرى فيها رجلا وأنظر إليه أخاف أن ينزل مني المني وفي كل مرة أشك أنه نزل مني المني ومن الطبيعي أن تنزل مني إفرازات كثيرة ـ إفرازات عادية ـ فيختلط علي الأمر وأبحث في صفات النجاسات هذه كثيراً ودائما يختلط علي الأمر وأنتهي بالشك في عبادتي، وهذا الأمر يؤرقني جداً جداً ويدخل علي الضيق والهم وأحاول أن أقاوم هذا الوسواس، ولكنني أخاف على عبادتي، وقد قضيت الأيام التي أفطرتها في رمضان إلا أنني أشك في صومي وأخاف أن لا يكون صحيحا بسبب هذه الأمور التي تتكرر دائما حتى إنني أحيانا أستيقظ من نومي وأشك هل احتلمت؟ وأحاول أن أتذكر ولا أتذكر احتلاما واضحا فيختلط علي الأمر وأغتسل كثيراً، ولمحاولتي أن أقاوم هذا الأمر لم أستحم منذ عدة أيام الاستحمام العادي، لأنني أشعر أنه سيكون حراما علي وسأتضايق إن استحممت الاستحمام العادي وأنا أشك هل نزل مني المني الموجب للغسل، فماذا أفعل؟ فالأمر أصبح صعبا علي جداً وقد لاحظ من حولي أنني موسوسة وعلقوا علي كثيراً، أسأل هل صيامي صحيح ـ إن شاء الله؟ وهل صلاتي صحيحة؟ وماذا أفعل؟ وهل مجرد رؤية الفتاة لرجل والنظر إليه ينزل المني؟.
وجزاكم الله خيراً.

الإجابــة

الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعـد:

فالوسوسة من أخطر الأمراض وأفتك الأدواء التي إن لم يسع العبد في علاجها ويجتهد في محاولة التلخص منها أصابته بشر كثير وكدرت عليه صفو حياته، ومن ثم، فالذي ننصحك به هو ما ننصح به كل مبتلى بهذا الداء العضال، وهو الإعراض عن الوساوس وعدم الاكتراث بها ولا الالتفات إلى شيء منها، واعلمي أن صلاتك صحيحة وكذا صومك ـ إن شاء الله ـ ولا يلزمك إعادة شيء من ذلك.

وليس مجرد النظر إلى رجل موجباً لخروج المني، فعليك كلما شككت هل خرج منك المني أو لا أن تعرضي عن هذا الشك وتبني على الأصل ـ وهو أنه لم يخرج منك شيء ـ حتى يحصل لك اليقين الجازم بخروج المني، وهو اليقين الذي ضبطه بعض السلف بالذي تستطيعين أن تحلفي عليه، واعلمي أنك مهما جاهدت نفسك وصدقت في ذلك فإن الله تعالى سيعينك ويذهب عنك ما تجدين من الوساوس، وانظري للفائدة حول علاج الوسوسة الفتويين رقم: 51601، ورقم: 134196.

ولبيان صفة مني المرأة التي متى حصل اليقين بخروجه وجب الغسل، انظري الفتوى رقم: 129245.

والشك في خروج المني لا يوجب الاغتسال، ولبيان ذلك انظري الفتوى رقم: 135743.

ولبيان أحوال خروج المني وأثرها على صحة الصوم انظري الفتوى رقم: 127123.

وأما رطوبات فرج المرأة: فهي طاهرة وخروجها ناقض للوضوء ولا يوجب الغسل.

والله أعلم.

مواد ذات صلة

الفتاوى

الصوتيات

المكتبة

بحث عن فتوى

يمكنك البحث عن الفتوى من خلال البريد الإلكتروني