الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

قيامه المرأة على شؤون بيتها وتربية أولادها أفضل من العمل

السؤال

أنا مهندسة، وبنتي عمرها: 11 شهرا، وبما أنني سأتخرج ـ إن شاء الله ـ هذا العام فأنا حائرة بين هذين الأمرين:
العمل لمدة عامين ـ كمهندسة ـ وذلك لتحصيل نفقات الحج لي ولزوجي، وذلك حسب رأيه، لأن مرتبه يصرف في الكراء وباقي مصاريف البيت.
والمكوث في البيت، لأحسن تربية ابنتي إسلامياً.

الإجابــة

الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعـد:

فنود أن ننبه ـ أولا ـ إلى بعض الأمور، ومنها:

الأمر الأول: أن الأصل قرار المرأة في بيتها، فذلك خير لها وأصون لعرضها، قال تعالى: وَقَرْنَ فِي بُيُوتِكُنَّ وَلَا تَبَرَّجْنَ تَبَرُّجَ الْجَاهِلِيَّةِ الْأُولَى. { الأحزاب: 33 }. وراجعي الفتوى رقم: 8.

الأمر الثاني: أنه لا يلزم المرء السعي لتحصيل نفقة الحج، وقد سبق لنا بيان ذلك في الفتوى رقم: 53658.

الأمر الثالث: أنه لا حرج على المرأة في العمل الذي يتوافق مع ضوابط الشرع ما لم يترتب عليه تضييع حق واجب، وراجعي الفتوى رقم: 3859.

وبعد هذا نقول: إن لم تكن بالمرأة حاجة للخروج إلى العمل فالأفضل أنها تستقر في بيتها لترعى شئون بيتها وزوجها وأولادها، وتربية الأولاد خاصة مما لا يقدر بثمن، كما نبهنا على ذلك بالفتوى رقم: 74589. ولمزيد الفائدة راجعي الفتوى رقم: 97183.

إذاً، فهذا هو الأفضل للمرأة، ولكن لو وجدت عملا يتناسب وطبيعتها، فلا حرج عليها في ممارسته، وعليها أن تحرص كذلك على حسن تربية أولادها بأن تجعلهم في محضن يراعي التربية السليمة على عقيدة وأخلاق الإسلام ولا تضيعهم.

وفي الختام ندعو الله تعالى لك بأن يجزيك خيرا على حرصك على التعاون مع زوجك وتربية ابنتك على الخير والفضيلة.

والله أعلم.

مواد ذات صلة

الفتاوى

الصوتيات

بحث عن فتوى

يمكنك البحث عن الفتوى من خلال البريد الإلكتروني