الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

نصح الوالدين ليس كنصح غيرهما

السؤال

منذ مدة هداني الله ـ والحمد لله ـ وتبت وعدت إلى الطريق، فأصبحت أصلح كل ما قصرت فيه، وأصبحت أتمنى أن يعيش أهلي لذة العبادة ـ وما باليد حيلة ـ فإخوتي لا يستمعون إلي، والمشكلة الحقيقية في والدي، لأن أمي تستيقظ معي لصلاة الفجر، وعندما طلبت منها إيقاظ أبي رفضت ذلك، فما أستطيع فعل شيء سوى الملاحظة وأعلم أن أبي يتعرف على بنات عبر الأنترنت ولا أستطيع فعل شيء، انصحني شيخي فيما أفعل ضمن هذه الأجواء؟ علما بأن أهلي طيبون مع جميع الناس، إلا أن عدم تعمقهم في الدين أصبح يحزنني، خاصة وأنني أدركت واستمتعت بلذة العبادة.

الإجابــة

الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعـد:

فقد أمر الله بالإحسان إلى الوالدين، وجعل ذلك من أعظم الفرائض بعد الإيمان بالله، وأمر بصلة الرحم والإحسان إلى الأقارب، ومن أعظم مراتب الإحسان إليهم، الحرص على هدايتهم وإعانتهم على الطاعة، ولا شك أن حرصك على صلاح أهلك وإشفاقك عليهم من تفريطهم في أمور الدين، هو علامة خير ودليل صدق، فعليك أن تجتهدي في نصح أهلك وأمرهم بالمعروف ونهيهم عن المنكر ـ على حسب علمك وقدرتك ـ لكن ننبهك إلى أن نصح الوالدين ليس كنصح غيرهم، وإنما يكون برفق وأدب ولا يكون فيه إغلاظ، وانظري في ذلك الفتوى رقم: 134356.

وتمكنك الاستعانة ببعض الصالحين من الأقارب، أو بالأشرطة التي تشتمل على مواعظ تذكّرهم بالله والدار الآخرة واعلمي أن برك لوالديك وإحسانك إليهما أرجى لقبولهما نصحك وأبلغ في التأثير عليهما من كثير من الوعظ فاحرصي على برهما وطاعتهما في المعروف، مع الاستعانة بالله والثقة بأن الهداية أمرها إلى الله وحده، والإلحاح في الدعاء، فإن الدعاء من أعظم أسباب تحقيق المطلوب إذا كان بصدق وإلحاح مع عدم تعجل النتيجة وللفائدة راجعي الفتوى رقم: 114049

والله أعلم.

مواد ذات صلة

الفتاوى

المكتبة

بحث عن فتوى

يمكنك البحث عن الفتوى من خلال البريد الإلكتروني