الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

حكم سفر الولد للتجارة ونحوها بغير إذن الوالدين

السؤال

قد جاءتني فرصة للعمل بالخارج في إحدى البلاد العربية, والفرصة غير قابلة للرفض فإنها ستنقلني إلى مستوى معيشة لي ولأسرتي الصغيرة, أفضل بكثير مما نحن عليه، والمشكلة أن والدي يرفض قبول الفكرة تماما، حيث إنني ابنه الوحيد, والحمد لله على أن صحته جيدة ـ اللهم بارك له فيها ـ ولذلك فهو لا يحتاجني وأنا لست عائلاً له، فماذا أفعل، هل إن سافرت وعصيته يكون ذلك من العقوق؟ وهل سأفقد مباركة الله في رزقي وحياتي على الرغم من أنه من حلال؟ مع العلم أن أمي راضية تماما عن سفري وهذا يطمئنني، فأرجو الإفادة حيث أريد جلب النفع لأسرتي وخصوصا أن البلدة التي أود أن أذهب إليها من الناحية الأخلاقية والعادات والتقاليد أفضل بكثير من بلدي.

الإجابــة

الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعـد:

فإذا كان الحال كما ذكرت، فلا يلزمك استئذان والدك في السفر ولا تكون عاقاً بمخالفته فيه، فقد نص أهل العلم على جواز سفر الولد للتجارة ونحوها بغير إذن الوالدين ما دام السفر مأموناً، قال ابن نجيم الحنفي: وأما سفر التجارة والحج: فلا بأس بأن يخرج بغير إذن والديه، لأنه ليس فيه خوف هلاكه.

وقال الأنصاري الشافعي: أما السفر الذي يغلب فيه الأمن: فلا منع منه لتجارة، أو غيرها كي لا ينقطع معاشه ويضطرب أمره.

لكن الذي ننصحك به أن تجتهد في إقناع والدك بسفرك وتسترضيه بكل سبيل مشروع، فإن أصر على الرفض ولم يكن عليك ضرر في ترك السفر فالأولى تركه براً بوالدك، فإن بر الوالد من أفضل القربات عند الله، فعن أبي الدرداء أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: الوالد أوسط أبواب الجنة، فإن شئت فأضع هذا الباب، أو احفظه. رواه ابن ماجه والترمذي.

والله أعلم.

مواد ذات صلة

الفتاوى

المكتبة

بحث عن فتوى

يمكنك البحث عن الفتوى من خلال البريد الإلكتروني