الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

الحصن الحصين من همزات الشياطين

السؤال

هل صحيح أن الجن من الممكن أن تكون موجودة في البيت؟ فأحيانا أسمع أصواتا في مطبخي مثلا صوت أطباق تتخبط وأقول إنها تهيئات، ولكنني سمعتها أكثر من مرة وواضحة وفي منامي أرى جانا على شكل أحد أعرفه، ولكن في داخلي متأكدة من أنه ليس الشخص الذي أعرفه، وأحيانا أنام وأشعر أن أحد يكتفني فلا أستطيع الحركة ولا الكلام، مع أنني من الممكن أن أبقى أسمع أصوات أولادي، لكنني غير قادرة على أن أكلمهم وأصحو وأنا خائفة، ولكن في كل مرة أصحو وأنا أقرأ آيات من القرآن، فهل كل هذا وسواس؟.

الإجابــة

الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعـد:

فإن وجود الجان في البيوت ممكن، وليس لدينا ما يجزم به في كون ما تذكرينه دليلا على وجودهم ببيتك، ولكننا ندلك على بعض التحصينات التي يتحصن بها من شرهم، فمنها: قراءة سورة البقرة، ففي الحديث الشريف: لا تجعلوا بيوتكم مقابر، إن الشيطان ينفر من البيت الذي تقرأ فيه سورة البقرة. رواه مسلم.

ومنها: ما جاء في صحيح البخاري في قصة أبي هريرة عندما وكل بحفظ الطعام ـ صدقة رمضان ـ وفيه فقال ـ أي الشيطان ـ إذا أويت إلى فراشك فاقرأ آية الكرسي، لن يزال معك من الله حافظ ولا يقربك شيطان حتى تصبح، قال النبي صلى الله عليه وسلم: صدق وهو كذوب ذاك شيطان.

ومنها: قراءة خاتمة سورة البقرة، فقد ثبت في الصحيح من حديث أبي موسى الأنصاري قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: من قرأ الآيتين من آخر سورة البقرة في ليلة كفتاه. رواه البخاري ومسلم.

وفي الترمذي عن النعمان بن بشير عن النبي قال: إن الله كتب كتابا قبل أن يخلق الخلق بألفي عام أنزل منه آيتين ختم بهما سورة البقرة، فلا يقرآن في دار ثلاث ليال فيقربها شيطان.

ومنها: ذكر الله تعالى عند دخول البيت وعند الطعام، ففي صحيح مسلم عن جابر ـ رضي الله عنه ـ قال سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول: إذا دخل الرجل بيته فذكر الله تعالى عند دخوله وعند طعامه قال الشيطان: لا مبيت لكم ولا عشاء، وإذا دخل ولم يذكر اسم الله تعالى قال الشيطان: أدركتم المبيت والعشاء.

ومنها: قوله تعالى: وَقُل رَّبِّ أَعُوذُ بِكَ مِنْ هَمَزَاتِ الشَّيَاطِينِ. {المؤمنون: 97}.

ومنها: ما ورد في البخاري عن ابن عباس ـ رضي الله عنهما ـ قال كان النبي صلى الله عليه وسلم: يعوذ الحسن والحسين ويقول: إن أباكما كان يعوذ بها إسماعيل وإسحاق: أعوذ بكلمات الله التامة من كل شيطان وهامة ومن كل عين لامة.

ومنها: المداومة على ما ورد في الصحيحين عن أبي هريرة أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: من قال لا إله إلا الله وحده لا شريك له له الملك وله الحمد وهو على كل شيء قدير في يوم مائة مرة كانت له عدل عشر رقاب وكتبت له مائة حسنة ومحيت عنه مائة سيئة وكانت له حرزا من الشيطان يومه ذلك حتى يمسي ولم يأت أحد بأفضل مما جاء به إلا أحد عمل أكثر من ذلك.

ومنها: ما ورد في السنة من أذكار الطعام والنوم والاستيقاظ منه وأذكار الجماع وأذكار دخول الخلاء وأذكار الدخول والخروج من المنزل، فإن كل ذلك يقي من الشيطان، والمداومة على ذكر الله حصن حصين من الشيطان، فقد روى الترمذي وأحمد عن الحارث الأشعري: أن النبي صلى الله عليه وسلم قال: إن الله أمر يحيى بن زكريا بخمس كلمات أن يعمل بها ويأمر بني إسرائيل أن يعملوا بها: الحديث ـ وفيه وآمركم أن تذكروا الله فإن مثل ذلك كمثل رجل خرج العدو في أثره سراعا حتى إذا أتى على حصن حصين فأحرز نفسه منهم، كذلك العبد لا يحرز نفسه من الشيطان إلا بذكر الله.

وراجعي بدائع الفوائد لابن القيم.

والله أعلم.

مواد ذات صلة

الفتاوى

الصوتيات

المكتبة

بحث عن فتوى

يمكنك البحث عن الفتوى من خلال البريد الإلكتروني