الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

القدر سر الله تعالى في خلقه

السؤال

شيوخي الأعزاء: هل من الممكن أن تضربوا لنا أمثلة مبسطة وتنصحونا بمراجعة كتب سهلة تشرح مسألة القضاء والقدر؟ وهل هناك أشياء نؤمن بها وهي تخالف العقل والمنطق؟ أم أنها منطقية، ولكن لا ندرك حكمتها؟.

الإجابــة

الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعـد:

فقد أشرنا إلى بعض الكتب التي تحدثت عن مسألة القضاء والقدر، وذلك في الفتوى رقم:24402.

أما بخصوص ضرب الأمثلة: فأمر القضاء والقدر لا يحتاج إلى مثال لأن كل كائنة في الوجود فهي بقضاء الله وقدره فخلق الإنسان مثلا وحياته وموته وسعادته، أو شقاؤه وسلامته، أو عطبه، ورزقه أو حرمانه وعمره كل هذا بقضاء وقدر، قال الطحاوي ـ رحمه الله تعالى: وكل شيء يجري بتقدير الله ومشيئته، ومشيئته تنفذ لا مشيئة للعباد إلا ما شاء، فما شاء لهم كان وما لم يشأ لهم لم يكن. انتهى.

وراجع مراتب الإيمان بالقضاء والقدر في الفتوى رقم: 67357.

أما بخصوص الشق الثاني من السؤال: فإنا نقول لم يأت الدين بأشياء تناقض العقل، ولكن قد يأتي بأشياء تحتار فيها العقول لعجزها عن تصورها، أو إدراك الحكمة منها، يقول ابن تيمية ـ رحمه الله تعالى: إن الأنبياء صلوات الله عليهم وسلامه أكمل الناس كشفا وهم يخبرون بما يعجز عقول الناس عن معرفته لا بما يعرف في عقولهم أنه باطل فيخبرون بمحارات العقول لا بمحالات العقول. انتهى.

ويقول :أيضا: ما علم بصريح العقل لا يتصور أن يعارضه الشرع البتة، بل المنقول الصحيح لا يعارضه معقول صريح قط. انتهى.

وفي النهاية نحذرك من التعمق والبحث في أمر القضاء والقدر، فإن هذا منزلق خطير، لأن القدر سر من أسرار الله سبحانه، يقول الطحاوي ـ رحمه الله: وأصل القدر سر الله تعالى في خلقه لم يطلع على ذلك ملك مقرب ولا نبي مرسل والتعمق والنظر في ذلك ذريعة الخذلان وسلم الحرمان ودرجة الطغيان فالحذر كل الحذر من نظر أو فكر، أو وسوسة، فإن الله تعالى طوى علم القدر عن أنامه ونهاهم عن مرامه، كما قال في كتابه: لَا يُسْأَلُ عَمَّا يَفْعَلُ وَهُمْ يُسْأَلُونَ. {الأنبياء: 23}.

والله أعلم.

مواد ذات صلة

الفتاوى

المقالات

الصوتيات

المكتبة

بحث عن فتوى

يمكنك البحث عن الفتوى من خلال البريد الإلكتروني