الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

ليس كل من يقول بقول الأشاعرة يكون معاديا للسلف

السؤال

كنت قد دخلت في دوامة في العقيدة بين مذهب الأشاعرة وبين مذهب أهل السنة والجماعة، ولكن الحمد لله أن من الله علي بالهداية بأن وفقني لمذهب أهل السنة والجماعة، مذهب الرسول وأصحابه والسلف.
ولكن بعض درن عقيدتهم ما زالت في رأسي، فلا أستطيع فهم القضاء والقدر بمنهج أهل السنة والجماعة على الوجه الصحيح. حبذا لو أعطيتموني أمثلة على هذا الموضوع مع شرح مبسط لهذه الجزئية.
ولماذا نصر الله صلاح الدين الايوبي بما أنه كان على العقيدة الخاطئة(الأشاعرة)؟ وأين كان علماء السنة في ذلك الوقت من تخريج قادة مثله؟

الإجابــة

الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعـد:
فأما جواب الشق الأول من السؤال فراجعه في الفتوى رقم: 135019.

وأما عن السلطان الناصر صلاح الدين رحمه الله تعالى فقد نسب بعض العلماء إليه اعتقاد مذهب الأشاعرة وقد تقدم في الفتوى رقم: 60925 أنه ليس كل من قال بقول الأشاعرة يكون معاديا لمعتقد السلف، كما أن من كان مجتهدا أو مقلدا لمجتهد في مثل هذه المسائل مغفور له خطؤه.

كما يقول ابن تيمية: ولا ريب أن الخطأ في دقيق العلم مغفور للأمة، وإن كان ذلك في المسائل العلمية، ولولا ذلك لهلك أكثر فضلاء الأمة......

فالفاضل المجتهد في طلب العلم بحسب ما أدركه في زمانه ومكانه إذا كان مقصوده متابعة الرسول بحسب إمكانه هو أحق بأن يتقبل الله حسناته ويثبته على اجتهاداته ولا يؤاخذ بما أخطأ.

فالذي ننصح به الأخ السائل أن يحفظ لقادة الأمة وسادتها حقهم ويحمد لهم بلاءهم في نصرة دين الله عز وجل، وأن يذكرهم بأحسن ما فيهم مع اجتهاده في تعلم الحق الذي كان عليه أهل القرون المفضلة.

والله أعلم.

مواد ذات صلة

الفتاوى

بحث عن فتوى

يمكنك البحث عن الفتوى من خلال البريد الإلكتروني