الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

حكم التجسس على الموظفين والفرق بينه وبين مراقبة أدائهم

السؤال

موظف يقوم بالتجسس على زملاء العمل ونقل أخبارهم إلى المدير .ما حكم الراتب الذي يتقاضاه حلال أم حرام؟

الإجابــة

الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعـد:
فالأصل المتقرر شرعا أنه لا يجوز للمسلم التجسس، ولا يحل له تتبع زلات أخيه وإشاعتها والتشهير بها فقد قال الله تعالى: وَلَا تَجَسَّسُوا وَلَا يَغْتَب بَّعْضُكُم بَعْضًا {الحجرات: 12}.

وقال النبي صلى الله عليه وسلم: يا معشر من قد أسلم بلسانه ولم يفض الإيمان إلى قلبه لا تؤذوا المسلمين ولا تعيروهم ولا تتبعوا عوراتهم، فإن من تتبع عورة أخيه المسلم تتبع الله عورته، ومن تتبع الله عورته يفضحه ولو في جوف رحله. رواه الترمذي وغيره وقال الألباني حسن صحيح.

وينبغي لمن رأى شيئا من النقص أو الخطأ في إخوانه أن ينصحهم ويبين لهم الخطأ فالدين النصيحة كما قال النبي صلى الله عليه وسلم، ولكن ينبغي التفريق بيه هذا وبين صور أخرى قد يعدها الناس من التجسس المحرم وهي في الواقع ليست كذلك منها على سبيل المثال ما إذا عين المدير أو المسؤول عن العمل بعض الموظفين ليراقبوا أداء العاملين ويمدونه بتقارير عن ذلك، فليس هذا من التجسس المحرم بل هذا من النظام وضبط العمل، ومنها إذا رأى أحد العاملين خللا في العمل فنصح العامل فلم يستجب وأصر على ما هو عليه فأخبر الجهة المسؤولة عنه، وكان هدفه إصلاح ذلك الخلل فهذا ليس من التجسس المحرم بل هو من النصيحة للمسلمين وهكذا، وقد بينا صورا من هذا في الفتوى رقم: 57732، والفتوى رقم: 114583.

أما بالنسبة لحكم الراتب فلا علاقة له بهذا الأمر حتى وإنه وقع التجسس المحرم من هذا العامل، غاية الأمر أنه يبوء بإثم تجسسه، وراتبه حلال طالما أنه لم يقصر في عمله وأن العقد وقع على عمل مباح لا على التجسس المحرم.

والله أعلم.

مواد ذات صلة

الفتاوى

الصوتيات

بحث عن فتوى

يمكنك البحث عن الفتوى من خلال البريد الإلكتروني