الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

أفضل صيغ التحميد بعد الرفع من الركوع

السؤال

أيهما الأصح عند الرفع من الركوع في الصلاة: ربنا ولك الحمد حمدا كثيرا طيبا مباركا فيه ـ ربنا لك الحمد حمدا كثيرا طيبا مباركا فيه؟ يعني: هل يوجد أم لا؟ وأيهما يقال الأول؟ كثيرا، أم طيبا؟ وما حكم صلاة من عكس بين (كثيرا وطيبا).

الإجابــة

الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعـد:

فقد ورد التحميد في الصلاة بصيغ مختلفة كلها جائز، واختلف العلماء في الأفضل منها، فثبت عن النبي صلى الله عليه وسلم في ذلك أربع صيغ، الأولى: ربنا لك الحمد - بدون واو - والثانية: ربنا ولك الحمد - بإثباتها - والثالثة: اللهم ربنا لك الحمد - بدون واو - والرابعة: بإثباتها.

قال ابن رجب ـ رحمه الله ـ في فتح الباري مبينا جواز هذه الصيغ كلها وخلاف العلماء في أيها أفضل: وفي حديث أبي هريرة المخَّرج في هذا الباب: اللهم ربنا لك الحمد ـ بغير واو، وفي حديث أبي هريرة المخرج في الباب قبله: اللهم ربنا ولك الحمد - بالواو، وفي رواية أخرى عن أبي هريرة - سبق تخريجها: ربنا لك الحمد ـ بغير واو، وفي روايات أخر: ربنا ولك الحمد - بالواو، وكله جائز. وأفضله عند مالك وأحمد: ربنا ولك الحمد ـ بالواو، قال أصحابنا: فإن قال: ربنا ولك الحمد ـ فالأفضل إثبات الواو، وإن زاد في أولها: اللهم ـ فالأفضل إسقاطها، ونص عليه أحمد في رواية حرب، لأن أكثر أحاديثها كذلك ويجوز إثباتها، لأنه ورد في حديث أبي هريرة، كما خرَّجه البخاري. وذهب الثوري والكوفيون إلى أن الافضل: ربنا لك الحمد ـ بغير واو. انتهى.

وأما الدعاء المذكور: فقد رواه أحمد في مسنده بدون إثبات الواو، وإسناده صحيح لا شك في صحته، فإنه قال في مسنده: قَرَأْتُ عَلَى عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ مَهْدِيٍّ: مَالِكٌ عَنْ نُعَيْمِ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ الْمُجْمِرِ عَنْ عَلِيِّ بْنِ يَحْيَى الزُّرَقِيِّ عَنْ أَبِيهِ عَنْ رِفَاعَةَ بْنِ رَافِعٍ الزُّرَقِيِّ... وساق الحديث ـ ورواه البخاري في صحيحه بإثباتها، وهو في الروايات كلها بتقديم قوله: كثيرا، على طيبا، ولفظ الحديث كما في صحيح البخاري عن رفاعة بن رافع الزرقي قال: كنا يوما نصلي وراء النبي صلى الله عليه وسلم فلما رفع رأسه من الركعة قال: سمع الله لمن حمده ـ قال رجل وراءه: ربنا ولك الحمد حمدا كثيرا طيبا مباركا فيه ـ فلما انصرف قال من المتكلم؟ قال: أنا، قال: رأيت بضعة وثلاثين ملكا يبتدرونها أيهم يكتبها أول.

ولو قدم المصلي إحدى اللفظتين على الأخرى فصلاته صحيحة ولا شيء عليه.

والله أعلم.

مواد ذات صلة

الفتاوى

الصوتيات

المكتبة

بحث عن فتوى

يمكنك البحث عن الفتوى من خلال البريد الإلكتروني