الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

تذكير بفضل صلة الرحم وتحذير من قطعها

السؤال

رجل حج واعتمر، ثم إنه يحافظ على الصلاة مع الجماعة في المساجد. إلا أنه قطع علاقته مع ابنة أخيه التي تكن له احتراما وحبا فائقين لا لشيء إلا أن زوجته وابنته تشاجرتا مع زوجها. وابنة أخيه هاته زارته هي وزوجها عدة مرات. لكنه لازال متمسكا بعصبيته.
أرجو من فضيلتكم أن توجهوه وجهة الاسلام الصحيحة. وشكرا.

الإجابــة

الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعـد:

فنحن نذكر هذا الرجل الذي يبدو أنه إن شاء الله من الصالحين نذكره بالله تعالى , وننبهه إلى أن قطيعة الرحم من كبائر الذنوب , قال تعالى: فَهَلْ عَسَيْتُمْ إِنْ تَوَلَّيْتُمْ أَنْ تُفْسِدُوا فِي الْأَرْضِ وَتُقَطِّعُوا أَرْحَامَكُمْ. (محمد:22)

والله تعالى يصل واصل الرحم ويقطع قاطعها كما صح عن النبي صلى الله عليه وسلم، فعن عائشة رضي الله عنها عن النبي صلى الله عليه وسلم قال: الرحم متعلقة بالعرش تقول من وصلني وصله الله ومن قطعني قطعه الله. رواه البخاري ومسلم . وعن عبد الرحمن بن عوف رضي الله عنه قال سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول: قال الله عزوجل: أنا الله وأنا الرحمن خلقت الرحم وشققت لها اسما من اسمي، فمن وصلها وصلته، ومن قطعها قطعته أو قال بتته. رواه أبو داود والترمذي من رواية أبي سلمة عنه وقال الترمذي: حديث حسن صحيح . وعن أبي هريرة رضي الله عنه أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: من كان يؤمن بالله واليوم فليكرم ضيفه، ومن كان يؤمن بالله واليوم الآخر فليصل رحمه، ومن كان يؤمن بالله واليوم الآخر فليقل خيرا أو ليصمت. رواه البخاري ومسلم.

والأحاديث في هذا المعنى ترغيبا في صلة الرحم وترهيبا من قطعها كثيرة, فنحن نعيذ هذا الرجل بالله من أن يعرض نفسه لعقابه وسخطه، وأن يكون ممن يقطعهم الله تعالى فيحرمهم ثوابه وبره ولطفه في الدنيا والآخرة, فليتق الله تعالى هذا الرجل الفاضل وليصل قريبته الحريصة على وده الراغبة في صلته, وليحرص على التوفيق والإصلاح بين زوجها وبين من تشاجر معهم امتثالا لقوله تعالى: فَاتَّقُوا اللَّهَ وَأَصْلِحُوا ذَاتَ بَيْنِكُمْ. الأنفال:1 .

وهذا خير له من أن يشايع زوجته وابنته على القطيعة والهجر، ويزيد على ذلك قطعه لابنة أخيه الحريصة على صلته .

والله أعلم.


مواد ذات صلة

الفتاوى

المكتبة

بحث عن فتوى

يمكنك البحث عن الفتوى من خلال البريد الإلكتروني