الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

ما يصنع بوديعة الطعام التي يخشى عليها من التلف

السؤال

وضع أحدهم لدي أمانة، وهي عبارة عن طعام لأحد الأشخاص حتى يرجع، وما حصل أن هذا الشخص غائب منذ فترة طويلة جداً ولا أحد يعلم متى سيعود، والطعام سيتلف، فماذا أفعل؟ جزاكم الله خيراً، فهل علي إثم إذا أكله أحدهم، أو أعطيته لأحدهم ليأكله؟.

الإجابــة

الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعـد:

فإذا لم يحضر صاحب هذا الطعام لأخذه وخشيت عليه من التلف فإنك تبيعه وتحفظ ثمنه لصاحبه، ولك أن تأكله أو تطعمه من شئت وتضمن ثمنه لصاحبه، وقد نص الفقهاء على أن من التقط ما يخشى تلفه كالطعام، فإنه يخير بين أن يبيعه، أو يأكله ويضمن ثمنه لصاحبه، ولا يتركه حتى يتلف، وذلك لأن هذه اللقطة في يد الملتقط كالوديعة، قال ابن قدامة في المغني: وإذا التقط ما لا يبقى عاماً فذلك نوعان: أحدهما: ما لا يبقى بعلاج ولا غيره ـ كالطبيخ والبطيخ والفاكهة التي لا تجفف والخضراوات ـ فهو مخير بين أكله وبيعه وحفظ ثمنه ولا يجوز إبقاؤه، لأنه يتلف، فإن تركه حتى تلف فهو من ضمانه، لأنه فرط في حفظه فلزمه ضمانه كالوديعة، فإن أكله ثبتت القيمة في ذمته، وإن باعه وحفظ ثمنه جاز، وهذا ظاهر مذهب الشافعي. انتهى.

وانظري الفتوى رقم: 37178، وما أحيل عليه فيها.

والله أعلم.

مواد ذات صلة

الفتاوى

الصوتيات

المكتبة

بحث عن فتوى

يمكنك البحث عن الفتوى من خلال البريد الإلكتروني