الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

حكم طاعة الوالدين في الشبهات

السؤال

هل شرب البيبسي والكولا والماونتن ديو في السعودية ضار بالصحة؟ وإذا كان كذلك، فهل يجب عليّ عدم مناولتي لوالدي والأهل وغيرهم مثل هذه المشروبات؟ وهل أأثم إذا ناولتهم عند طلبهم منّي ذلك؟ وكيف أقنعهم بضررها إذا كانت ضارة؟ وما الحكم إذا نسيت وناولتهم إياها؟ وهل أعيدها إلى الثلاجة؟ أرجو ذكر الأدلة أثابكم الله.

الإجابــة

الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعـد:

فإن الأصل في تناول هذه المشروبات هو الإباحة حتى يثبت ما يوجب التحريم، لأن الأصل في الأشياء الإباحة ولا يخرج عن هذا الأصل إلا في صور منها:

أن يثبت أن فيها شيئا من النجاسات كالخنزير لم يتم تحويله كيمائيا إلى مادة أخرى قبل خلطه بها، أو أن فيها شيئا من المسكرات، أو أنها تضر بالصحة ضررا بينا، فعندئذ يحرم تناولها وبيعها وشراؤها، ومدار إثبات ذلك إنما هو المختبرات الموثوقة المتخصصة، وحتى يثبت ذلك يبقى تناول المشروبات المذكورة على الأصل وهو الإباحة، كما سبق بيانه في الفتاوى التالية أرقامها: 11039، 68986، 119715، 97327.

وعموما، فإن كنت مرتابة من تلك المنتجات فقمت في خاصة نفسك باجتنابها لذلك فأنت على خير، لعموم قوله صلى الله عليه وسلم: دع ما يريبك إلى ما لا يريبك. رواه أحمد والنسائي والترمذي. وقال: حديث حسن صحيح، وصححه الألباني.

وأما طاعة الوالدين في شأنها: فهي واجبة ما دام موجب التحريم لم يثبت لديك، فإن أكثر العلماء على وجوب طاعتهما في المشتبهات، قال القرافي في الفروق: قال الغزالي في الإحياء: أكثر العلماء على أن طاعة الوالدين واجبة في الشبهات دون الحرام، وإن كرها انفراده عنهما في الطعام وجبت عليه موافقتهما ويأكل معهما، لأن ترك الشبهة مندوب وترك طاعتهما حرام، وترك الحرام مقدم على فعل المندوب. اهـ.

وقال الخادمي في كتابه: بريقة محمودية: إذا أمراه أطاعهما ما لم يؤمر بالمعصية، وأما في الشبهات فاختلف فالأكثر الإطاعة، لأن ترك الشبهة ورع، ورضا الوالدين حتم. اهـ.

والله أعلم.

مواد ذات صلة

الفتاوى

المكتبة

بحث عن فتوى

يمكنك البحث عن الفتوى من خلال البريد الإلكتروني