الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

بعد الأولاد عن أمهم لا يعيق برها

السؤال

توفي والدي منذ سنة ونصف ولي 3 إخوة يعملون في الخارج ـ اثنان في دبي وواحد في السعودية ـ وبقيت أمي وبنتان في عمان عاشت والدتي تربي أولادها، ووالدي يعمل بالخارج لتدريس إخواني وتهيئة حياة كريمة لهم وبعد تخرجهم عملوا بالخارج وقبل وفاة والدي بأربع سنوات عاد من الخارج ليعيش بقية حياته بجانب والدتي وطبعا تزوج إخواني الثلاثة معا وفرح بهم والداي والآن بعد وفاة والدي بقيت أمي مرة أخرى وحيدة أرجو يا شيخ أن تنصح إخواني بأن الحياة ليست نقودا، بل أكثر من ذلك وأن تعيش والدتي بجانب أحد منهم وأن يبروها بذلك، مع العلم أنه لا يوجد لنا محارم في عمان.

الإجابــة

الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعـد:

فنسأل الله تعالى أن يغفر لأبيكم ويرحمه, ونوصيكم ببره بعد موته بالدعاء له والاستغفار, وإكرام صديقه وصلة الرحم التي لا توصل إلا به, إلى غير ذلك من أنواع البر التي يمكن أن يبر بها, وللمزيد راجعي الفتوى رقم: 10602.

وما دامت الأم على قيد الحياة فهذه نعمة عظيمة وفرصة ينبغي أن تستغل في البر بها وجعل ذلك سبيلا لدخول الجنة, فالجنة تحت قدميها، وانظري الفتوى رقم: 58735.

فالمأمول أن يكون بين أولادها تنافس في برها والإحسان إليها, فالتنافس في الخير مطلوب ومحمدة, قال تعالى: فَاسْتَبِقُوا الْخَيْرَاتِ {المائدة:148}. وقال: وَفِي ذَلِكَ فَلْيَتَنَافَسِ الْمُتَنَافِسُونَ {المطففين : 26}.

والسعي في كسب العيش وبعد المسافة لا يمنع من البر بها, فيمكنهم أن يتناوبوا في النزول إليها، أو سفرها إلى كل واحد منهم ونحو ذلك، ولا يجوز لهم تركها على حال يخشون فيه الضيعة عليها, فإن لم يكن لها مال وليس معها أحد يخدمها, ولا يمكنها أن تخدم نفسها وجب عليهم أن يخدموها، أو يتخذوا لها خادمة, وتجب نفقتها على أولادها كل بحسبه، وينبغي أن يتعاهدوها بالاتصال بها وتفقد أحوالها والإهداء, إلى غير ذلك مما يطيب خاطرها.

والله أعلم.

مواد ذات صلة

الفتاوى

المكتبة

بحث عن فتوى

يمكنك البحث عن الفتوى من خلال البريد الإلكتروني