الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

مسائل حول تقييم الموظفين ونقل أخبارهم للمسؤولين

السؤال

شيخي الفاضل: إذا طلب المسؤول عني في العمل أن أقوم بنقل أخبار زملائي إليه، وماذا يفعلون أثناء الدوام؟ وماذا يقولون عنه؟ وما هي انطباعاتهم عن العمل؟ وهل يتذمرون إلخ؟على الرغم من أنني لست في موقع مسؤولية عليهم وإنما أنا موظف مثلي مثلهم،علما بأنني إن قبلت فإنه سيقوم بمنحي امتيازات مقابل ذلك مثل دورات تدريبية، تقييم أداء عال وتكون كلمتي مسموعة في الدائرة إلخ، وإن رفضت فإنه يعتبرني موظفا عاديا وليس له وجود، فهل يجوز أن أقبل بعرضه هذا؟ وهل يختلف الوضع إذا كنت مسوؤلا عنهم؟ وسؤال ذو صلة ـ بارك الله فيكم ـ ففي نهاية العام وعند إجراء تقييم للموظفين على أدائهم تقوم دائرة الموارد البشرية بتحديد نسبة الموظفين الذين يجب أن يحصلوا على تقدير ممتاز في كل دائرة ولتكن 20% من موظفي الدائرة ونسبة أخرى لـجيد جدا وهكذا، فيقوم بعض رؤوساء الأقسام بوضع تقدير ممتاز لعدد من موظفيهم يفوق النسبة المحددة، فيطلب منهم مدير الدائرة، أو المسؤول الذي ينوب عنه تخفيض تقييم البعض حتى يصلوا إلى النسبة المحددة من دائرة الموارد، فإن وافق رئيس القسم فحسن وإلا قام هو بتخيفض التقييم النهائي للموظف مع الأخذ بالاعتبار أنه ينزل غضبه على رئيس القسم في تقييمه لكونه هو الذي يقيمه وذلك انتقاما منه، فهل يجوز أن يوافق رئيس القسم على تخفيض التقييم مع علمه أن الموظف ممتاز في عمله؟ وما هو حكم المدير، أو المسؤول الذي ينوب عنه في عملية التخفيض؟ وبارك الله فيكم.وأخيرا إن اختلف المدير مع رئيس القسم حول تقييم أداء موظف، حيث إن المدير يرغب في أن يكون ترتيب موظف ما إما من الأوائل، أو من الأواخر، فيقوم رئيس القسم بتقييم الموظف خلافا لرغبة المدير وذلك كما يراه هو لكونه المسؤول المباشر عنه فيقوم المدير، أو من ينوب عنه بالطلب من رئيس القسم بتعديل التقييم وإلا قام هو بتعديله مع الأخذ بالاعتبار الإجراء المذكور أعلاه الذي سيتخذه بحق رئيس القسم، فما هو حكم هذا المدير؟.

الإجابــة

الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعـد:
فلا شك أن المسئول عن العمل عليه أن يسعى في معالجة أي خطأ، أو خلل، أو تقصير في دائرة عمله, وأن يتخذ لذلك الإجراءات اللازمة, ومن ذلك تعيين من يقدم التقارير عن سير العمل وأداء العمال فيه, بحيث يعرف المجد الأمين من غيره, ويعامل كل منهم بما يستحق، ولا يخفى أن هذا إنما يكون في حدود العمل ومسئولياته وأما التجسس على الأحوال الخاصة للناس ونقل الكلام بينهم بالنميمة فمن الأمور المحرمة، فلابد من التفريق بين الأمرين, فمثلا الاهتمام بما يفعله العمال أثناء الدوام مصلحته للعمل ظاهرة, أما ماذا يقولون عن المدير ونحو ذلك فليس من هذا الباب، بل هو من النميمة، هذا مع ضرورة التنبه إلى أن نصح المقصر ينبغي أن يسبق رفع أمره للمسئولين, وراجع في ذلك الفتويين رقم: 143705, ورقم: 8005.

وإذا تبين ذلك فعلى السائل أن يتفحص مطلب مديره, فإن كان من النوع الأول فلا حرج عليه, وإلا فلا.

وأما السؤال التالي: فالذي فهمناه من أن إدارة الموارد البشرية تحدد عددا معينا للتقييم كأن تحدد أفضل عشرين موظفا يحصلون على تقدير ممتاز مثلا, ثم العشرين الذين يلونهم تقدير جيد جدا, وهكذا, وهذا لا حرج فيه, وتقيد رؤساء الأقسام بهذه النسب المحددة من الإدارة لا يعني ظلم الموظفين ويجب أن يكون الاختيار والانتقاء بعيدا عن الهوى، أو المنفعة الشخصية لرئيس القسم، وعلى ذلك فإن كان رئيس القسم سيقوم بخفض تقدير بعض الموظفين بناء على طلب الإدارة, لا عن هوى، أو مصلحة شخصية, فلا حرج عليه في ذلك ـ إن شاء الله ـ فإن لم يكن هناك مرجح فالعدل يكون بالقرعة بينهم، وبذلك يعرف أن قيام المدير بهذا التخفيض لا عن علم بحال الموظفين, وإنما هكذا عشوائيا، أو لهوى في نفسه أن هذا من الظلم المحرم، وكذلك الحال إذا طلب هذا المدير تعديل تقدير رئيس القسم لموظفيه باعتبارات شخصية, فلا يجوز لرئيس القسم مباشرة مثل هذا الظلم بيده, فإنه لا يجوز للمرء أن يتجنب ظلم مديره له بظلمه هو لموظفيه.

والله أعلم.

مواد ذات صلة

الفتاوى

الصوتيات

بحث عن فتوى

يمكنك البحث عن الفتوى من خلال البريد الإلكتروني