الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

التشاؤم برؤية القط الأسود من الطيرة

السؤال

هناك من يقول إن رؤية القط أسود اللون يجلب سوء الحظ, فهل هذا من الطيرة ـ والعياذ بالله؟.

الإجابــة

الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعـد:

فلا ريب في بطلان هذا الكلام ونكارته وأنه من الطيرة التي نهى عنها النبي صلى الله عليه وسلم وحذر منها، ففي الصحيح من حديث ابن عمر ـ رضي الله عنهما ـ أنه صلى الله عليه وسلم قال: لا عدوى ولا طيرة.

وعن ابن عباس ـ رضي الله عنهما ـ في صفة السبعين ألفا الذين يدخلون الجنة بغير حساب: هم الذين لا يسترقون ولا يكتوون ولا يتطيرون وعلى ربهم يتوكلون. متفق عليه.

وفي السنن من حديث ابن مسعود ـ رضي الله عنه ـ أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: الطيرة شرك ثلاثا.

والأحاديث في هذا كثيرة.

قال في معارج القبول ما ملخصه: وأما الطيرة: فهي ترك الإنسان حاجته واعتقاده عدم نجاحها تشاؤما بسماع بعض الكلمات القبيحة كيا هالك، أو يا ممحوق ونحوها، وكذا التشاؤم ببعض الطيور كالبومة وما شاكلها إذا صاحت قالوا إنها ناعبة، أو مخبرة بشر، وكذا التشاؤم بملاقاة الأعور، أو الأعرج، أو المهزول، أو الشيخ الهرم، أو العجوز الشمطاء، وكثير من الناس إذا لقيه وهو ذاهب لحاجة صده ذلك عنها، وكثير من الناس يتشاءم بما يعرض له نفسه في حال خروجه كما إذا عثر أو شيك يرى أنه لا يجد خيرا، ومن ذلك التشاؤم ببعض الأيام، أو ببعض الساعات كالحادي والعشرين من الشهر وآخر أربعاء فيه ونحو ذلك، ومن ذلك التشاؤم بوقوع بعض الطيور على البيوت يرون أنها معلمة بشر، وكذا صوت الثعلب عندهم، ومن ذلك الاستقسام بتنفير الطير والظباء، فإن تيامنت ذهبوا لحاجتهم وإن تياسرت تركوها، وهذا من الاستقسام بالأزلام. انتهى.

ومن هذا الباب اعتقاد أن رؤية القط الأسود جالبة لسوء الحظ، فهذا اعتقاد باطل يجب أن ينزه المسلم نفسه عنه وأن يتقي الله تعالى فيعلم أنه لا يأتي بالحسنات إلا هو ولا يدفع السيئات إلا هو.

والله أعلم.

مواد ذات صلة

الفتاوى

الصوتيات

المكتبة

بحث عن فتوى

يمكنك البحث عن الفتوى من خلال البريد الإلكتروني