الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

وساوس لا يقع بها طلاق ولا ظهار

السؤال

أرجو أن يتسع صدركم لرسالتي الطويلة, وأن لا يتم إهمالها والتي أصف فيها حالتي الغريبة، حيث إنني مصاب بمرض الوسواس القهري اللعين منذ سنوات طويلة وأتعاطى أدوية مضادة للوسواس القهري، ولكن دون جدوى وهو يكاد يدمر حياتي وكان هذا الوسواس قبل زواجي على شكل أفكار جنسية متسلطة مع المحرمات كالأم والأخت، ولكن بعد الزواج أصبح هذا الوسواس على شكل وسواس في الطلاق والظهار، حيث إنني كلما اتخذت قرارا في حياتي ولو كان روتينيا، أو أي عمل يومي ولو كان بسيطاً صاحب هذا القرار نية متسلطة بالطلاق، أو الظهار لو أنني عملت ذلك العمل عندها لا أستطيع تنفيذ ذلك العمل حتى لو كان هذا العمل مهماً ومصيريا، أو كان عملاً روتينيا يومياً وهذه الوساوس أتعرض لها في كل لحظة من اليوم وتطور هذا الوسواس لدرجة أنني لا أستطيع نطق بعض الأسماء التي تطابق اسم إحدى المحرمات كالأم، أو الأخوات، وذلك خوفاً من أن يكون مجرد نطق الاسم هو كناية عن الظهار بأحد هؤلاء المحرمات، علما بأنني كنت قد سألت من عدة سنوات شيخاَ معتبراَ في بلدي فقال لي إن مجرد التلفظ بالاسم فقط لا يترتب عل ذلك يمين ظهار، أو طلاق وليت الأمر توقف عند ذلك، ولكنه تطور إلى أسماء شخصيات مقدسة وأكبر من ذلك ـ أعوذ بالله من الشيطان الرجيم ـ وللتغلب على هذه الوساوس أصبحت عندما أريد عمل عمل ما وتأتنيب هذه الوساوس أضع نفسي أمام الأمر الواقع حيث أقوم بنطق أحد هذه الأسماء وبمجرد نطقي للاسم أكون وكأنني حلفت يمين ظهار معلق على أن أقوم بهذا العمل وبذلك أستطيع تنفيذ ذلك العمل وأنا أعرف أنها طريقة خاطئة ولكن هذا ما توصل إليه خيالي المريض وأصبحت من عادتي عندما أريد القيام بأي عمل أن أنطق هذه الأسماء في نفسي، أو أنطقها بلساني قبل أن تأتيني الوساوس، ولكن ليس كل مرة تسلم الجرة فحصل معي أنني كنت أصلي تحية المسجد في مصلى العمل فجاءني إحساس أن الموجودين في المصلى ينتظرون إكمالي لصلاتي لأقوم بالصلاة بهم كإمام وكنت لا أرغب في ذلك وعندما كنت أقرأ التشهد وعند نطقي أشهد أن محمداً رسول الله لا أدري هل صاحب نطق الاسم نية الظهار المعلق على أن لا أصلي بهم أم لا؟ وقد صدق حدسي إذ قدموني للصلاة بهم، ولكنني رفضت بادئ الأمر ولكن تحت إصرارهم لم أستطع التملص فصليت بهم وأنا في أسوأ حال وأنا الآن في حيرة شديدة من أمري و في حالة لا أحسد عليها ولكي أرتاح أريد منكم أن تفتوني هل مجرد التلفظ بالاسم فقط بنية الظهار المعلق لمن في مثل حالتي يكون علي يمين ظهار أم لا؟ وأريد نصحكم كيف أتصرف مع هذه الوساوس اللعينة علماً بأنني مواظب على أداء الصلاة في وقتها.

الإجابــة

الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعـد:

فنسأل الله العظيم رب العرش العظيم أن يشفيك ويعافيك من هذا الداء العضال, والواجب عليك أن تجاهد نفسك في التخلص من هذا المرض وذلك بالاستعانة بالله جل وعلا ودعائه والتضرع إليه حتى يكشف عنك هذا البلاء ثم نوصيك بالإعراض عن هذه الوساوس كلها إعراضا تاما، فإن كل ما ذكرته لا يقع به لا طلاق ولا ظهار وإنما هو من وسوسة الشيطان ليحزن الذين آمنوا وليبغض إليهم الشريعة والدين, وقد سئل ابن حجر الهيتمي ـ رحمه الله ـ عن داء الوسوسة هل له دواء؟ فأجاب: له دواء نافع وهو الإعراض عنها جملة كافية، وإن كان في النفس من التردد ما كان فإنه متى لم يلتفت لذلك لم يثبت، بل يذهب بعد زمن قليل، كما جرب ذلك الموفقون، وأما من أصغى إليها وعمل بقضيتها فإنها لا تزال تزداد به حتى تخرجه إلى حيز المجانين، بل وأقبح منهم، كما شاهدناه في كثيرين ممن ابتلوا بها وأصغوا إليها وإلى شيطانها، وجاء في الصحيحين ما يؤيد ما ذكرته وهو أن من ابتلي بالوسوسة فليستعذ بالله ولينته. انتهى.

ثم عليك بمواصلة العلاج النفسي عند الأطباء النفسيين المسلمين الثقات فقد جرب العلاج في مثل هذه الأمور فكان له أثر ناجع بفضل الله سبحانه, ويمكنك مراجعة قسم الاستشارات في الشبكة.

والله أعلم.

مواد ذات صلة

الفتاوى

المقالات

الصوتيات

المكتبة

بحث عن فتوى

يمكنك البحث عن الفتوى من خلال البريد الإلكتروني