الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

حكم الوساوس والتخيلات في باب صفات الرب جل جلاله

السؤال

ما حكم التخيلات التي تأتي في ذهني دون تعمد؟ فمثلا: عندما أقرأ القرآن، أو أتذكر قوله تعالى: يوم يكشف عن ساق ويدعون الى السجود فلا يستطيعون ـ فإن صورة مثل هذا الموقف تأتي في ذهني، والمشكلة أنني أتخيل ساقا، فما حكم هذه الصورة التي أتت في ذهني وتخيل الموقف؟ وما الحكم لو شككت هل تعمدت تخيل الصورة أم لا؟.

الإجابــة

الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعـد:

فاعلم أولاً أن التفكر في القيامة وأهوالها ومواقفها والجنة والنار وما أعد فيهما لأهل السعادة وأهل الشقاوة أمر حسن، وهو من أعظم ما ترق به القلوب وتزول عنها به الغفلة، وكذا التفكر في معاني صفات الرب عز وجل دون خوض بالفكر في كيفيتها هو من الأمور المهمة التي يحصل بها صلاح القلب، وأما التفكر في كيفية صفات الرب تبارك وتعالى فأمر يؤدي إلى الهلكة، والعباد قاصرون عن معرفة كنه صفاته تبارك وتعالى، ولذا فمعتقد أهل السنة في هذا الباب أن يمروا الصفات الثابتة للرب تعالى كما جاءت بها النصوص في الكتاب والسنة مع اعتقاد تنزه الرب عز وجل عن مشابهة المخلوقين واعتقاد عجز العقول عن معرفة كيفية صفاته تبارك وتعالى وأنه مهما خطر بالبال شيء من ذلك فالله منزه عنه، كما قال تعالى: لَيْسَ كَمِثْلِهِ شَيْءٌ.

وقال تعالى: هَلْ تَعْلَمُ لَهُ سَمِيًّا { مريم: 65}.

وقال تعالى: وَلَمْ يَكُن لَّهُ كُفُوًا أَحَدٌ { الإخلاص:4 }.

وقال تعالى: وَلَا يُحِيطُونَ بِهِ عِلْمًا {البقرة:255 }.

فإذا استقر في نفسك ما قدمناه وانعقد عليه قلبك واطمأنت به نفسك لم يضرك ما يعرض لك من التخيلات والوساوس في هذا الباب، فإذا عرض لك شيء من الوسوسة في تكييف صفات الرب تعالى فتعوذ بالله من الشيطان وجاهد نفسك في الانتهاء عن ذلك، واعلم أن من رحمة الله بعباده أن تجاوز لهم عما حدثت به أنفسهم ما لم يعملوا، أو يتكلموا فلا تشغل نفسك بهذه الوساوس، بل أعرض عنها واعلم أن اجتهادك في مجاهدة الوساوس المذمومة مما تؤجر عليه ـ إن شاء الله.

والله أعلم.

مواد ذات صلة

الفتاوى

المقالات

الصوتيات

المكتبة

بحث عن فتوى

يمكنك البحث عن الفتوى من خلال البريد الإلكتروني