الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

مسألة حول طلاق الموسوس والمسحور والغضبان

السؤال

أنا مقيم في مجتمع غير مسلم تزوجت من مسلمة كانت غير مسلمة وكنا نعيش في أحسن حال ثم فجأة انقلبت الأحوال بصورة لا تصدق تمت طلقات كثيرة أذكر منها 5 وهي تقول 6 وبعد أن ذهبت إلى طبيب نفسي علمت أنني مريض بحالة خطرة، لأنني عندما أغضب أقوم بأفعال المجانين يقولون لي أشياء لا أذكرها وهذا يحدث معي عندما أكون وحدي وهذا بسبب معلومات لا أستطيع ذكرها تخص زوجتي لا يتحملها أي إنسان فوجدت نفسي أفقد عقلي عندما يدور في ذهني ذلك، فالبعض قال إنني مسحور والبعض يقولون وساوس الشياطين، أو مس، وقد تأكد وجود مس شديد من الطرفين الكل يثبت أني أكلم نفسي حتى وأنا في الشارع كالمجانين وما أذكره أنني كنت غير طبيعي وقد ساعدني الطب كثيراً على تعدي تلك المرحلة ودعاء إلى الله عز وجل، علمت بعض الحقائق قد تم تضخيمها وتزييفها ولا صحة لها وإن كانت فلا تعني لي شيئا والحمد لله خرجت هذه الأفكار مني، لأن الشيطان كان يوحي لي بعمل إجرامي خطير وإبعاد عن الدين وعدم الإيمان بالله تعالى، وقد تم إلغاء الطلقات الأخيرة بسبب الحيض والإغلاق، أما الطلقة الأخيرة فلم يتم الكلام فيها، لأن البعض يقولون إنها واقعة ولا يريدون أن نعيش بخير وسلام وكثير من الناس يرون أن الطلاق غير واقع وأنا لا أصدق أنني طلقتها أبدا وهي تؤكد أقوالي في حالات المرض والغضب والجنون والله يشهد على ذلك وفي فترة ابتعادي عنها وجدت أنها وأولادي في حالة ضياع كامل في الأخلاق والدين فهي تحبني كثيرا وأنا أكثر تقول لي إنها لا تستطيع أن تعيش من دوني وأنا لا أستطيع أن أعيش من دونها ومن دون أولادي أبداً فهم كل شيء عندي بعد الله تعالى أعيش في لندن فإن تم ذلك فكيف أخسر أولادي وزوجتي بشكل لا أستطيع وصفه فهي تريد أن نرجع وأنا أيضاً لقد وضحت الأمور لنا ونريد نعيش بالحلال ونحافظ على أولادنا ـ إن شاء الله تعالى ـ أفيدونا بعلمكم جزاكم الله كل الخير وفي أقرب وقت ممكن، لأن البعض أفتانا بالرجوع وأن الطلاق غير واقع.

الإجابــة

الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعـد:

ففي البداية نسأل الله تعالى أن يشرح صدرك ويرزقك الطمأنينة والسعادة وأن يعافيك من كل ما تعانيه ويجنبك كل مكروه، ثم إنك ذكرت أنك قد أوقعت الطلاق خمس مرات، أو ستا في أوضاع مختلفة بعضها في حالة غضب أو مع وسوسة، أو شك في وقوعها، أو أنها كانت في حيض إلى غير ذلك، والجواب على جميع ما ذكرت يكون في النقاط التالية:

1ـ طلاق الغضبان لا يقع إذا كان غضبه شديدا بحيث لا يعي ما يقول، أما إن كان مدركا لما تلفظ به فطلاقه نافذ، وراجع في ذلك الفتوى رقم: 35727.

2ـ طلاق الموسوس غير نافذ إلا إذا كان قد أوقعه في حال طمأنينة واستقرار بال وذلك لأنه مغلوب على أمره غالبا، وراجع التفصيل في الفتوى رقم: 145025.

3ـ طلاق المسحور لا يقع إذا كان لا يعي ما يقول، أو كان يعي ما يقول ولكنه مغلوب على إرادته فهو في حكم المكره، كما سبق في الفتوى رقم: 130604.

4ـ لا يقع الطلاق بمجرد الشك في وقوعه ـ أي شك هل طلق أم لا ـ لأن الأصل بقاء العصمة فلا تنقطع إلا بيقين وراجع الفتوى رقم: 134254.

5ـ الحيض لا يمنع وقوع الطلاق عند جمهور أهل العلم ـ بمن فيهم المذاهب الأربعة ـ ورجح شيخ الإسلام ابن تيمية عدم وقوعه فيه، وراجع الفتوى رقم: 129665.

6ـ مما سبق يمكنك أن تحدد عدد الطلقات المعتبرة، وإن كانت أقل من ثلاث، أو لم توجد طلقات معتد بها شرعا فلك الاستمرار مع زوجتك، وفي حال وقوع ثلاث طلقات وأنت تعي ما تقول فقد حرمت عليك زوجتك ولا تحل لك حتى تنكح زوجا غيرك ـ نكاحا صحيحا نكاح رغبة لا نكاح تحليل ـ ثم يطلقها بعد الدخول، ولا يمنع وقوع الطلاق شوقك لزوجتك وأولادك وضياعهم بسبب غيابك عنهم، فهذا لا يلغي الطلاق شرعا وكان الأجدر بك مراعاة مصلحتك وأولادك وأن لا تقدم على الطلاق.

7ـ لك تقليد من أفتاك بعدم وقوع الطلاق إن كان من العلماء وكنت تثق بعلمه وورعه، لأن العامي عليه سؤال أهل العلم عما أشكل عليه وتقليدهم في ذلك، وراجع الفتوى رقم 135674.

وإن لم تثق بعلم من أفتاك ولم يكن من أهل العلم فننصحك بالحضور إلى بعض أهل العلم الثقات لحكاية تفاصيل ما صدر عنك لتكون الفتوى على ضوء ذلك.

والله أعلم.

مواد ذات صلة

الفتاوى

الصوتيات

المكتبة

بحث عن فتوى

يمكنك البحث عن الفتوى من خلال البريد الإلكتروني