الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

هل يشرع شكوى الموظف المقصر إن لم يستجب للنصح

السؤال

شيخي الفاضل.. يعمل صديقي في مؤسسة حكومية، ويقطن بعيدا عن مكان عمله، لذا فإنه يستخدم باصات وفرتها المؤسسة لنقل الموظفين. وبطبيعة الحال فإن الباص يحتاج إلى تعبئة ديزل تتم أحيانا أثناء الطريق، المهم بحكم أن الباص طويل بحيث عندما يصطف أمام المضخة فإن مقدمة الباص تكون بعيدة عن المضخة بحيث أن السائق لا يتمكن من التحقق من تصفير العداد، ومن صحة المبلغ الذي سيدفعه، حاول صديقي تنبيه السائق إلى ضرورة الإشراف على عملية التعبئة ولكن دون جدوى، فاستقر الرأي عنده أن ينقل الوضع إلى مديره وهو مدير التدقيق الداخلي، بطيبعة الحال أصبح هناك شك حول صحة العملية ابتداء من حيث البحث في عدد الكيلو مترات التي يمشيها الباص. وفي المحصلة فإن الصورة نقلت إلى مدير السائق والأمر عندهم حاليا، السؤال هل أخطأ صديقي في إخبار مديره، وهل عليه لوم إن تمت معاقبة السائق، علما بأن السائق قد يؤذي صديقي بطريقة أو بأخرى؟ وبارك الله فيكم.

الإجابــة

الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعـد:

فلا لوم على صاحبك بعدما نبه السائق إلى ضرورة التأكد من عملية وضع البنزين إذا كان الغش يكثر فيها، والسائق مؤتمن عليها، فالواجب عليه مراعاة الأمانة كما ينبغي وعدم مبالاته يعد تفريطاً. إذا كان الغش شائعاً، وبالتالي فقد أصاب صاحبك بتنبيه المسؤول، ولو تمت معاقبة السائق فلا يلحق صاحبك إثم بسبب ذلك لكونه قد فعل ما عليه.

وأما كون السائق قد يؤذيه فله أن يدافع عن نفسه بما يستطيع عند حصول ذلك ويرفعه إلى أولي الأمر لكونه ظالماً إن اعتدى عليه وآذاه. وللمزيد انظر الفتوى رقم: 96750، والفتوى رقم: 26707.

والله أعلم.

مواد ذات صلة

الفتاوى

بحث عن فتوى

يمكنك البحث عن الفتوى من خلال البريد الإلكتروني