الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

الترغيب في أداء السنن والنوافل

السؤال

كيف أسهّل على نفسي أداء السنن والنوافل؟

الإجابــة

الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعـد:

فإن النوافل أقسام منها ما هو مؤكد كالرواتب القبلية والبعدية والوتر، وهذه لا ينبغي التفريط فيها، ومنها ما ليس بمؤكد، وهي على مراتب ذكرناها في الفتوى رقم: 49817.

والمحافظة عليها أمر يسير على من يسره الله عليه، فبالتوكل على الله والاستعانة به مع الأخذ بالأسباب تستطعين الالتزام بالسنن والرواتب، ومما يسهل ذلك ـ أيضا ـ أن تعلمي أن المحافظة عليها تجبر النقص الذي يحصل في الفرائض، وقد أخبر النبي صلى الله عليه وسلم أن من حافظ على اثنتي عشرة ركعة تطوعا بنى الله له بيتا في الجنة، ففي صحيح مسلم: عن أم حبيبة ـ زوج النبي صلى الله عليه وسلم ـ أنها قالت: سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول: ما من عبد مسلم يصلي لله كل يوم ثنتي عشرة ركعة تطوعا غير فريضة إلا بنى الله له بيتا في الجنة، أو إلا بني له بيت في الجنة.

والنوافل كلها من أسباب محبة الله تعالى للعبد، ففي البخاري وغيره: عن أبي هريرة ـ رضي الله عنه ـ قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: إن الله قال: من عادى لي وليا فقد آذنته بالحرب، وما تقرب إلي عبدي بشيء أحب إلي مما افترضت عليه، وما يزال عبدي يتقرب إلي بالنوافل حتى أحبه، فإذا أحببته كنت سمعه الذي يسمع به وبصره الذي يبصر به ويده التي يبطش بها ورجله التي يمشي بها، وإن سألني لأعطينه ولئن استعاذني لأعيذنه، وما ترددت عن شيء أنا فاعله ترددي عن نفس المؤمن يكره الموت وأنا أكره مساءته.

فلا ينبغي للمسلم أن يفرط في السنن والرواتب، وإذا فاتت السنة من السنن الرواتب لم يجب قضاؤها وإنما يستحب ذلك، كما بيناه موضحاً وذلك في الفتوى رقم: 55961

والله أعلم.

مواد ذات صلة

الفتاوى

الصوتيات

المكتبة

بحث عن فتوى

يمكنك البحث عن الفتوى من خلال البريد الإلكتروني