الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

مقاضاة الوالد هل ينافي البر به

السؤال

توفيت أمي منذ عام ونصف تقريبا، وهي كانت تعمل في مؤسسة حكومية. يعني هناك مبلغ مالي يأتينا كل شهر يقسم بيني وبين أخي وأبي. لكن أبي حول جميع الأوراق باسمه ويأخذ المبلغ كاملا له وهو الحمد لله يعمل وأحس أنه يبذر في المال ولا يعطينا حقنا، ويقول إنكم صغار مع العلم أني الآن 23 سنة ومتخرجه من الجامعة وأعرف التصرف جيداً وهو يعلم هذا وأخي عمره 18 وأخاف من العقوق أو أن ينزعج مني. أرجو أن تفيدوني جزاكم الله خيراً هل أحدثه مباشرة وأطلب حقنا أو ماذا أفعل؟

الإجابــة

الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعـد:

فإن كانت هذه الأموال ملكاً لأمك -كما لو كانت تقتطع من راتبها في حياتها- فحكمها حكم سائر التركة تقسم على جميع الورثة حسب أنصبتهم الشرعية، وأما إن كانت هبة من الحكومة فإنها تقسم على حسب شروط الجهة الواهبة، ويرجع في ذلك لأهل الاختصاص. وإذا كان والدكم يمنعكم شيئاً من حقكم، فلكم أن تكلموه في ذلك بأدب ورفق أو توسطوا من الأقارب أو غيرهم ممن يقبل قولهم ليكلموه في ذلك، فإن لم يفد ذلك فلا مانع من رفع الأمر للقضاء.

قال الصنعاني: .. وكذلك لو كان مثلاً على أبوين دين للولد أو حق شرعي فرافعه إلى الحاكم فلا يكون ذلك عقوقاً. سبل السلام.

لكن إن لم يكن عليكم ضرر فالأولى أن تتركوا مقاضاته، وعلى كل حال فالواجب عليكم مداومة بره والإحسان إليه، فإن بر الوالدين من أفضل القربات عند الله، فعن أبي الدرداء أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: الوالد أوسط أبواب الجنة فإن شئت فأضع هذا الباب أو احفظه. رواه ابن ماجه والترمذي.

والله أعلم.

مواد ذات صلة

الفتاوى

المكتبة

بحث عن فتوى

يمكنك البحث عن الفتوى من خلال البريد الإلكتروني