الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

خواطر النفس وهواجسها لا مؤاخذة عليها

السؤال

أرجو من فضيلتكم الرد على ما يلي وبارك الله فيكم:أنا متزوج ورزقني الله بأربعة بنين ـ والحمد لله ـ أكبرهم بلغ من العمر 11 عاما وأصغرهم له من العمر 11 شهرا، ومنذ أيام قليلة وبدون قصد، أو استعداد فوجئت أنا وزوجتي أنها حامل لتأخر الدورة الشهرية لها وتأكد لنا أنها فعلا حامل وكما أسلفت كان بغير ترتيب منا، حيث إننا قررنا الاكتفاء بالأولاد الأربعة حمدا لله على ذلك نظرا لما تعانيه زوجتي من آلام الحمل والولادة وعندما تأكد لنا الحمل تأثرت أنا وزوجتي وضاق صدري وصدرها بذلك ولزمنا الفكر وذلك لمدة ثلاثة أيام حتى بدأنا نرضى بما قسمه الله لنا ورضينا برزق الله وله الحمد على ما أعطى، لكن يعلم الله أن سبب ضيق الصدر كان لأسباب هي:1ـ أن الأمر كان فجأة دون ترتيب، أو قصد.2ـ أن الأولاد في حد ذاتهم وإن كانوا رزقا من الله إلا أنهم مسئولية في التربية والمتابعة وقد قررنا الاكتفاء بالأربعة لنحاول تربيتهم تربية بما يرضي الله وبلا شك أن يكون معهم خامس فستزداد المسئولية في تربيتهم ومتابعتهم حتى نهاية العمر، لكن لم يكن همي، أو تأثري هو من أين سنصرف عليهم ومن أين سيكون لنا المال لننفق عليهم؟ لقناعتي بأن المولود الذي يأتي فإنما يأتي برزقه وأن الله يرزقه مع أهله ولم أشك يوما في ذلك فقط هي المسئولية والمتابعة، فتربية الأولاد ليست بالأمر الهين فتربيتهم تعني أننا لا بد أن نربي أنفسنا لنكون قدوة لهم.وعليه، فسؤالى يا شيخنا الكريم: هل ما خالجنا ـ أنا وزوجتي ـ من شعور يعتبر ضربا من السخط والتذمر لقضاء الله؟ أم أن هذا طبيعي قد يمر بالشخص ويكون من باب حديث النفس؟ حيث إنني لم أصرح حتى لزوجتي بأي كلام ولا غيره، وإنما كانت أحاديث نفس وضيق صدر لا أكثر ثم رضينا بقسمة الله بعد يومين من ذلك، وإن كان ما مر بنا هو سخط وعدم رضا بقسمة الله، فما المطلوب؟ وهل تلزمني توبة؟ وجزاكم الله خيرا.

الإجابــة

الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعـد:

فابتداء نذكرك بنعمة الله سبحانه عليك في الأولاد، فإن كثيرا من الناس قد حرموا هذه النعمة العظيمة التي هي زينة الحياة الدنيا, وكثير من الأغنياء الموسرين يودون لو خرجوا من أموالهم كلها مقابل أن يرزقوا بولد واحد, ولكن للأسف الشديد، فإن غالب من يتقلبون في النعمة لا يعرفون قدرها, ولا يحس بقدر النعم إلا من حرمها, فعليك ـ أيها السائل ـ أن تشكر ربك على هذه النعمة العظيمة وهي نعمة الولد، وكما حسن ظنك بربك في أمر الرزق, فليحسن ظنك به سبحانه في سائر الأمور، ومنها أنه سبحانه سيمدك بالقوة والطاقة لتربيتهم وتعليمهم وتأديبهم فكل ذلك بيد الله وحده.

وأما ما جال بخاطرك أنت وزوجك: ففي كل الأحوال ما دام الأمر قد حصر في حيز خواطر النفس وهواجسها فلا تؤاخذا بذلك ـ إن شاء الله ـ فإنه سبحانه قد تجاوز لهذه الأمة عما حدثت به أنفسها ما لم تتكلم، أو تعمل.

وعلى كل، فالتوبة خير على كل حال فجددوا التوبة إلى الله جل وعلا وسلوه التوفيق إلى الصراط المستقيم.

والله أعلم.

مواد ذات صلة

الفتاوى

المقالات

الصوتيات

المكتبة

بحث عن فتوى

يمكنك البحث عن الفتوى من خلال البريد الإلكتروني