الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

سكرات الموت وتفاوتها بين الأنبياء والشهداء وسائر الناس

السؤال

أخذ الرسول صلى الله عليه و سلم يقول عند احتضاره: إن للموت لسكرات ـ فإذا كان الرسول صلى الله عليه وسلم يقول ذلك فكيف بنا نحن؟ فلا بد لنا أن نذوق هذه السكرات، فما هي السكرات بالضبط؟ أرجو التوفيق بين ماذكرته في الأعلى وبين أن الناس في فلسطين يقولون إن الشهيد لا يشعر إلا بوخزة عند موته.

الإجابــة

الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعـد:

فسكرات الموت هي ما يأخذ الميت من آلام وأوجاع وقت الاحتضار نتيجة خروج الروح من الجسد، قال الألوسي ـ رحمه الله ـ وسَكْرَةُ الْمَوْتِ : شدته.انتهى.

وقد سبق أن بينا في الفتوى رقم: 71977، أن سكرات الموت تصيب كل إنسان، لكنها تختلف من شخص لآخر شدة وضعفا, إلا أن الأغلب خفتها على المومنين وشدتها على الكفار, وإنما يشدد على الأنبياء في السكرات حتى يزاد لهم في الأجر، فقد ذكر عبد الرزاق في مصنفه من حديث أبي سعيد الخدري أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: إنا معشر الأنبياء يضاعف لنا البلاء كما يضاعف لنا الأجر.

وهذا عام في كل شيء.

وقال ابن حجر: إن شدة الموت لا تدل على نقص في المرتبة، بل هي للمؤمن إما زيادة في حسناته وإما تكفير لسيئاته. اهـ.

ولكن ثبت عنه صلى الله عليه وسلم أنه قال: ما يجد الشهيد من مس القتل إلا كما يجد أحدكم من مس القرصة. رواه الترمذي وقال: حديث حسن صحيح.

فدل ذلك الحديث على أن الشهيد مستثنى من ألم السكرات، جاء في فيض القدير: ويستثنى من ذلك الشهيد فإنه إنما يجد ألمه كما يجد غيره ألم القرصة. انتهى.

والله أعلم.

مواد ذات صلة

الفتاوى

المقالات

الصوتيات

المكتبة

بحث عن فتوى

يمكنك البحث عن الفتوى من خلال البريد الإلكتروني