الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

يستجاب دعاء العبد ما لم يعجل

السؤال

سؤالي: أدعو الله منذ 5 أشهر يوميا وأصلي الوتر وأقرأ جزءا من القرآن وأستغفر الله في اليوم والليلة 1000 مرة من أجل أن يجيب الله دعوتي، ولكن الله لم يجب الدعوة لحكمته، فماذا يجب علي أن أفعل كي يجيب الله دعوتي؟ مع العلم أنني تصدقت وكفلت يتيما من أجل أن يجيب الله دعوتي؟.

الإجابــة

الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعـد:

فإن الدعاء هو العبادة، وقد أمرنا الله تعالى بدعائه ووعدنا بالإجابة عليه، فقال تعالى: وَقَالَ رَبُّكُمُ ادْعُونِي أَسْتَجِبْ لَكُمْ {غافر:60}.

وقال تعالى: وَإِذَا سَأَلَكَ عِبَادِي عَنِّي فَإِنِّي قَرِيبٌ أُجِيبُ دَعْوَةَ الدَّاعِ إِذَا دَعَانِ فَلْيَسْتَجِيبُواْ لِي وَلْيُؤْمِنُواْ بِي لَعَلَّهُمْ يَرْشُدُونَ {البقرة:186}.

ولتعلمي أن دعاءك لن يضيع، فإما أن يعجل لك به ما تريدين، وإما أن يدخر لك من الثواب ما أنت في أمس الحاجة إليه في يوم لا ينفع فيه مال ولا بنون، وإما أن يصرف عنك به شر، أو بلاء في هذه الدنيا، ففي الصحيحين عن النبي صلى الله عليه و سلم: أنه قال: ما من مسلم يدعو الله بدعوة ليس فيها إثم ولا قطيعة رحم إلا أعطاه بها إحدى خصال ثلاث: إما أن يعجل له دعوته، وإما أن يدخر له من الخير مثلها، وإما أن يصرف عنه من الشر مثلها، قالوا: يا رسول الله إذا نكثر، قال: الله أكثر.

والذي نوصيك به بعد تقوى الله العظيم هو الإكثار من الدعاء وعدم العجلة، فقد قال النبي صلى الله عليه وسلم: لا يزال يستجاب للعبد ما لم يدع بإثم ،أو قطيعة رحم ما لم يستعجل، قيل يا رسول الله ما الاستعجال؟ قال: يقول قد دعوت وقد دعوت فلم أر يستجيب لي فيستحسر عند ذلك ويدع الدعاء.

فاحمدي الله تعالى على ما وفقك له من الدعاء والاستغفار، فقد قال عمر ـ رضي الله عنه ـ أنا لا أحمل هم الإجابة، وإنما أحمل هم الدعاء، فإذا ألهمت الدعاء فإن الإجابة معه.

وأحسني الظن بالله تعالى ففي الحديث: أنا عند ظن عبدي بي، فإن ظن بي خيراً فله، وإن ظن بي شراً فله. رواه أحمد.

وفي الحديث: ادعوا الله وأنتم موقنون بالإجابة. رواه الحاكم، وصححهما الألباني.

ومن الأدعية المستجابة قطعا دعوة ذي النون إذ هو في بطن الحوت: أَن لَّا إِلَهَ إِلَّا أَنتَ سُبْحَانَكَ إِنِّي كُنتُ مِنَ الظَّالِمِينَ { الأنبياء:87}. فإنه لم يدع بها مسلم ربه في شيء قط إلا استجاب له. رواه أحمد والترمذي وغيرهما، وصححه الألباني.

وللمزيد من الفائدة انظري الفتاوى التالية أرقامها: 117847، 124078، 21256، 43346،71758، 142199.

والله أعلم.

مواد ذات صلة

الفتاوى

المكتبة

بحث عن فتوى

يمكنك البحث عن الفتوى من خلال البريد الإلكتروني