الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

حكم اللعب بألعاب الزومبي وهل يكفر من يلعبها

السؤال

ما حكم ألعاب الزومبي هل هي كفر أكبر؟ وهي الأموات الذين عادوا إلى الحياة بشكل مرعب؟

الإجابــة

الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعـد:

فمثل هذه الألعاب التي تحتوي على هذه الأمور كعودة الموتى إلى الحياة بواسطة السحر والشعوذة ونحو ذلك، كل هذا غير جائز لمخالفته لصريح القرآن والسنة والأحكام الشرعية، أما القرآن فقد قال الله سبحانه: وَحَرَامٌ عَلَى قَرْيَةٍ أَهْلَكْنَاهَا أَنَّهُمْ لَا يَرْجِعُونَ (95) {الأنبياء}.

جاء في تفسير ابن كثير قال ابن عباس : وجب. يعني : قدرا مقدرا أن أهل كل قرية أهلكوا أنهم لا يرجعون إلى الدنيا قبل يوم القيامة. انتهى .

وفي تفسير الطبري : وحرام على أهل قرية أمتناهم أن يرجعوا إلى الدنيا . انتهى .

وفي الحديث الذي رواه الترمذي وغيره عن جابر بن عبد الله قال : لقيني رسول الله صلى الله عليه وسلم فقال لي: يا جابر، ما لي أراك منكسرا ؟ قلت : يا رسول الله استشهد أبي قتل يوم أحد، وترك عيالا ودينا قال : أفلا أبشرك بما لقي الله به أباك؟ قال: قلت: بلى يارسول الله، قال: ما كلم الله أحدا قط إلا من وراء حجاب، وأحيا أباك فكلمه كفاحا فقال : يا عبدي تمن علي أعطك. قال: يا رب تحييني فأقتل فيك ثانية. قال الرب عز وجل: إنه قد سبق مني أنهم إليها لا يرجعون.

فهذه النصوص تثبت قطعا أنه يمتنع رجوع أحد من الأموات إلى الدنيا بعد موته، فمن ادعى ذلك ولو على سبيل اللعب فقد ارتكب إثما وكذب على الله سبحانه.

هذا بالإضافة إلى ما تشتمل عليه هذه الألعاب من تعظيم شأن السحر والشعوذة ونحو ذلك، وكل هذا مما يخالف دين الإسلام.

وعليه فممارسة هذه الألعاب أمر محرم بلا خلاف، ولكنه لا يكون بمجرده كفرا أكبر إلا إذا صحبه شيء من المكفرات، كما لو اعتقد أنه يمكن لأحد غير الله سبحانه أن يحيي الموتى، أو كذب نصوص الوحي التي تقطع بعدم رجوع الموتى إلى الدنيا بعد موتهم. فمن اعتقد هذا فإنه يكون كافرا .
والله أعلم.

مواد ذات صلة

الفتاوى

الصوتيات

المكتبة

بحث عن فتوى

يمكنك البحث عن الفتوى من خلال البريد الإلكتروني