الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

الواجب ما يلزمك به القضاء الشرعي

السؤال

لقدكنت يا شيخ قبل خمس سنوات مسافرا أنا وأهلي كلهم إلى مكة لأداء العمرة وفجأة ونحن في الطريق سقط منا الإطار الاحتياط الخاص بالسيارة مما أدى إلى حادث للسيارة التي خلفنا ومن شدة الخوف لم نقف لنرى ماحدث فماذا يترتب علينا يا شيخ في هذه الحالة علماً بـأن هذه الحالة تشغلنا دائما وجزاكم الله خير الجزاء

الإجابــة

الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه أما بعد:
فما كان لك أن تترك أخاك المسلم على حالة كهذه تحت أي ظرف من الظروف، ولو لم تكن أنت السبب فيها، ناهيك إذا كنت أنت السبب، بل كان يجب عليك أن لا تعجل حتى تعرف ماذا صار لأخيك المسلم، هل مات من الحادث؟ أو بقي في حالة خطيرة يمكن إنقاذه منها؟ أو انكفأت عليه السيارة، ويحتاج إلى من يرفعها عنه؟ فتواجه كل حالة بما يناسبها.
هذا هو واجبك الديني والإنساني، أما الآن فيجب عليك أن تسافر إلى المنطقة التي حدث فيها الحادث وتتابع الجهات الأمنية والمرورية في تلك المنطقة وما حواليها، وتبين لهم تاريخ الواقعة، ولو تقريباً، ومكانها وسببها، فإنهم سيدلونك عليها وعلى أهلها وما نتج عنها، لأن حوادث المرور غالباً ما تدون عندهم، ثم تبذل قصارى جهدك للوصول إلى ذلك، وتلتزم بكل ما يلزمك به القضاء الشرعي لهم، من ضمان في المال أو في النفس. إلا أن يعفوا عن ذلك. وإذا فعلت ذلك كله وتعذر عليك الوصول إليهم فليس أمامك إلا الاستغفار والدعاء لهم، لعل الله يغفر لك خطيئتك ويرضيهم عنك، وعليك بالإكثار من فعل الخيرات لأنهن يذهبن السيئات.
والله أعلم.

مواد ذات صلة

الفتاوى

الصوتيات

المكتبة

بحث عن فتوى

يمكنك البحث عن الفتوى من خلال البريد الإلكتروني