الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

حكم مقاطعة الزوجة لأهل زوجها لتفادي الأذى

السؤال

أهل زوجي مزاجييون كثيرا ويتسببون لنا في التعب والإرهاق فكل ما كانت عندنا أفراح قلبوها غما، وزوجي لا يعرف كيفية التعامل معهم فإذا سافر ولم يستطع مكالمتهم لظرف تفاوت الوقت أكثر من 9 ساعات قاطعوه وأنا معه وإذا مرض ولم يكلمهم نفس الشيء، ومنذ مدة صار أبو زوجي إذا قال له إن زوجتي تريد مكالمتك قفل في وجهي السماعة وهذا يزيد في تعبي مع العلم أننا كلما ذهبنا لزيارتهم دخلنا محملين بالهدايا نسكن في السعودية وهم بالجزائر يكلمهم زوجي أسبوعيا، لكن كلما زاد حبه وعطاؤه زادت مقاطعتهم وعدم رضاهم ولا ندرى كيف التعامل؟ أنا الزوجة أفكر في قطع الزيارة والكلام معهم بما أنهم لا يرغبون في، لكن زوجي يفضل التقليل في مكالمته لهم أي كل أسبوعين، أو ثلاثة حتى يتجنب الخصام، مع العلم أنه ومنذ أن تزوجنا منذ 23 سنة وهو كله حنية ويعزمهم في البيت ولا يحبون المجيء، فهل عليه إثم؟ وما العمل؟.

الإجابــة

الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعـد:

فالواجب على زوجك أن يداوم على بر والديه والإحسان إليهما بما يقدر عليه، وإن كانت كثرة مكالمتهم تجلب الشقاق بينهم فلا حرج عليه في تقليل المكالمات بقدر لا يغضبهم وتتحقق معه المصلحة، أما أنت فلا حرج عليك في قطع زيارتهم ومكالمتهم لما يحصل لك من التأذي بإعراضهم عنك، قال الحافظ أبو عمر ابن عبد البر: أجمعوا على أنه يجوز الهجر فوق ثلاث، لمن كانت مكالمته تجلب نقصاً على المخاطب في دينه، أو مضرة تحصل عليه في نفسه، أو دنياه، فرب هجر جميل خير من مخالطة مؤذية. انتهى.

لكن ننبهك إلى أن من محاسن أخلاق الزوجة وطيب عشرتها لزوجها، إحسانها إلى أهله وتجاوزها عن زلاتهم وإعانته على بر والديه وصلة رحمه، وانظري الفتوى رقم: 12167.

والله أعلم.

مواد ذات صلة

الفتاوى

الصوتيات

المكتبة

بحث عن فتوى

يمكنك البحث عن الفتوى من خلال البريد الإلكتروني