الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

فضيلة الانشغال بالصلاة على النبي صلى الله عليه وسلم عن الدعاء للنفس

السؤال

قرأت حديثا أن من جعل دعاءه كله صلاة على النبي صلى الله عليه وسلم فإن ذلك يكفيه هم الدنيا والآخرة، فما مدى صحة ذلك الحديث؟ وهل يعني ذلك أن يقوم المسلم فقط بالصلاة والسلام على الرسول صلى الله عليه وسلم دون أن يدعو بشيء من خير الدنيا والآخرة؟ وجزاكم الله خيرا.

الإجابــة

الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعـد:

فقد سبق لنا ذكر هذا الحديث ومعناه في الفتويين رقم: 59319، ورقم: 45359، ومنهما يتبين أن من انشغل بالصلاة والسلام على رسول الله صلى الله عليه وسلم عن الدعاء لنفسه، فإنه يغفر له ذنبه ويكفى هموم دنياه وآخرته، فليس في هذه الانشغال المبارك تضييع لحق النفس، بل هو أنفع لها من جوامع الدعوات، وأخذ لها بمجامع الخيرات ومعاقد الرحمات والبركات، قال أبو الحسن المباركفوري في مرعاة المفاتيح: وذلك لأن الصلاة عليه مشتملة على ذكر الله تعالى وتعظيم الرسول صلى الله عليه وسلم، والاشتغال بأداء حقه عن أداء مقاصد نفسه، وإيثاره بالدعاء على نفسه، ما أعظمه من خلال جليلة الأخطار وأعمال كريمة الآثار، قال الطيبي: وقد تقرر أن العبد إذا صلى مرة على النبي صلى الله عليه وسلم صلى الله عز وجل عشرة، وأنه إذا صلى وفق الموافقة لله تعالى دخل في زمرة الملائكة المقربين في قوله تعالى: إِنَّ اللَّهَ وَمَلَائِكَتَهُ يُصَلُّونَ عَلَى النَّبِيِّ يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا صَلُّوا عَلَيْهِ وَسَلِّمُوا تَسْلِيمًا {الأحزاب :56}.

والله تعالى لا يضيع أجر المحسنين، ومن آثر حق رسول الله صلى الله عليه وسلم على حظ نفسه، وقدَّم محابَّ الله تعالى على محابِّها، فقد أحسن كل الإحسان وأخذ لنفسه بعزائم الخير عاجلا وآجلا، فيعطَى أفضل مما يحب، فإن الله تعالى شكور كريم، وهو بكل جميل كفيل.

والله أعلم.

مواد ذات صلة

الفتاوى

الصوتيات

المكتبة

بحث عن فتوى

يمكنك البحث عن الفتوى من خلال البريد الإلكتروني