الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

هل الملائكة موكلة بالقيام بالعواصف والزلازل

السؤال

هل ما يسمى بالكوارث الطبيعية كالزلازل والفيضانات والعواصف هي أوامر من الله تنفذها الملائكة؟.

الإجابــة

الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعـد:

فإن ما يسمى بالكوارث الطبيعية وكل ما يجري في هذا الكون من أحداث كبيرة، أو صغيرة، فإنه بأمر الله تعالى وقضائه وقدره، وقد أخبرنا سبحانه وتعالى أنه إذا أراد شيئا قال له: كن، فيكون، فقال جلا وعلا: إِنَّمَا أَمْرُهُ إِذَا أَرَادَ شَيْئًا أَنْ يَقُولَ لَهُ كُنْ فَيَكُونُ {يــس:82}،

وهو قد أوكل إلى بعض ملائكته تنفيذ بعض أوامره في هذا الكون، كما بينا في الفتوى رقم: 5989.

ومع ذلك فهو لا يحتاج إلى أن يأمر الملائكة بتنفيذ أمر يريده ـ سبحانه وتعالى ـ فهو القادر القاهر القوي العزيز الغني عن العالمين، جاء في شرح العقيدة الطحاوية: إن الله سبحانه لا يحتاج إلى معين ليقهر من شاء ويذل من شاء، كما أنه غني في الملك، فالله سبحانه غني عن أن يعينه أحد في تدبير ملكه، ولكن يشرف من شاء من عباده ببعض ما يقومون به من عمل في ملكوت الله ـ عز وجل ـ كما يشرف الملائكة وبعض عباده الصالحين.

وعليه، فلا يمكن الجزم بأن الكوارث كالزلازل وغيرها قد نفذتها الملائكة، وإنما من الجائز في حقه تعالى أن يكون قد أمر بها خلقا من خلقه غير الملائكة، أو أوجدها من غير أن يوكل فعلها إلى أحد.

والله أعلم.

مواد ذات صلة

الفتاوى

الصوتيات

المكتبة

بحث عن فتوى

يمكنك البحث عن الفتوى من خلال البريد الإلكتروني