الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

التصرف الواجب تجاه ما كتب عليه أسماء معظمة

السؤال

هل للأشهر الهجرية وخصوصا الأشهر الحرم حرمة كأسماء اللَّه بحيث يجب صيانة الأوراق التي تحويها، وكذلك كلمة (الحرمين) و (الجمعة) وكلمة (حلال) المكتوبة على المذبوحات؟ وفيما يتعلق بالفتوى: 150997 فإن بعض الدواجن المذبوحة مغلفة بأكياس كتب عليها (ذبحت وفق أحكام الشريعة الإسلامية)، وعند شرائها والطلب من الجزار بأن يقوم بتقطيعها فإنه قد يرمي هذه الأكياس في المهملات وفيها دم، هل علينا وزر في ذلك؟ كذلك لفظة (مكة) و (المدينة المنورة) هل لها حرمة كأسماء اللَّه أم لها حرمة دون ذلك؟ فكثيرة المنتجات التي يأتي بها الحجاج والمعتمرون من هناك، وقد كتب عليها هذان اللفظان، أو غلفت بما كتب عليه هذان اللفظان، وقد لا يلقي الناس لذلك بالا فيرمونها في المهملات؟

الإجابــة

الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعد:
فأسماء الأشهر الهجرية واسم مكة المكرمة والمدينة المنورة ولفظة: الحرمين والجمعة وحلال ـ لا تبلغ درجة أسماء الله ولا أسماء الأنبياء في الاحترام، وإن كانت تستحق الاحترام لكونها حروفا عربية عند من يرى تعظيم الحروف العربية كيف كانت، ولكونها أيضا أسماء لأشياء يعظمها الشرع، كما سبق بيانه في الفتوى رقم: 57105.
وأما كلمة (الشريعة الإسلامية) فقد سبق في الفتوى التي أشار إليها السائل تفصيل القول فيها، وحيث كان الاحترام مطلوبا فإن المرء يتحرى في ذلك ما وسعه دون أن يصل إلى درجة الوقوع في الحرج، فلا يتكلف النظر والبحث والتفتيش، ولكن ما وقعت عليه عينه فلا يقصر في تعظيمه ما أمكنه ذلك.
ونظراً لما في هذا من الكلفة الشديدة والحرج الواضح، فقد ذكر بعض أهل العلم أنه لا حل لهذه المشكلة إلا بغض البصر ونشر الوعي الإسلامي في المجتمع حتى يتعاون الجميع على احترام هذه الألفاظ المعظمة، كما سبق التنبيه عليه في الفتويين: 50107 68289. ولمزيد الفائدة راجع الفتوى: 122036.
ثم نلفت نظر الأخ السائل إلى أن التكلف والوسوسة في مثل هذه الأمور لها عواقب غير حميدة، وقد ظهر لنا من أسئلته السابقة أن عنده شيئا من ذلك، ولذلك نصحناه بترك الوسوسة في فتوى خاصة مرسلة على بريده برقم: 158009. وهنا نكرر له هذه النصيحة.
والله أعلم.

مواد ذات صلة

الفتاوى

الصوتيات

بحث عن فتوى

يمكنك البحث عن الفتوى من خلال البريد الإلكتروني