الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

الدعاء بإثم لا يستجاب

السؤال

كنت جالسة مع بنت عمتي في الحديقة، و كان الجو حارا جدا، أصررت انا على الدخول فرفضت بنت عمتي و قلت من باب المزح لا أكثر (الله يحرقكم) وكان قصدي أن يحسوا بالحر مثلي و ليس المعنى السيء و قلتها في وقت استجابه الدعاء في يوم الجمعة، لكن بعدها قلت استغفر الله و أحسست بالندم بعد أن غضبت علي و قالت بأنها لن تسامحني إن استجيب الدعاء. فما التكفير للدعاء؟ و كيف أريها حسن نيتي؟

الإجابــة

الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعد:

فقول بنت عمتك إنها لن تسامحك إن استجيب الدعاء. هو قول خال من المعنى؛ لأنها إن كانت تقصد استجابة الدعاء بإحراقها في نار جهنم، فإنه يكون تعليقا للمسامحة على أمر لن تعرف حقيقته في هذه الدنيا. والمسامحة إنما تراد في الدنيا. وإن كانت تقصد مجرد الإحساس بالحر كما قصدت أنت. فإن الحر إذا كان موجودا -كما ذكرت- فإن الإحساس به أمر واقع، ولو لم يحصل منك دعاء ولا استجابة.

وعلى أية حال، فإنه لا يجوز للمسلم أن يدعو على غيره بغير حق شرعي، فقد قال الله تعالى: لَا يُحِبُّ اللَّهُ الْجَهْرَ بِالسُّوءِ مِنَ الْقَوْلِ إِلَّا مَنْ ظُلِمَ (النساء:148). وقال تعالى: ادْعُوا رَبَّكُمْ تَضَرُّعًا وَخُفْيَةً إِنَّهُ لَا يُحِبُّ الْمُعْتَدِينَ. (الأعراف:55). ومن دعا على غيره بدون حق كان ظالماً ومتعدياً، وقد أخبرنا نبينا صلى الله عليه وسلم أن الله لا يستجيب دعاءه، ففي الحديث الذي رواه مسلم في صحيحه أن النبي صلى الله عليه وسلم قال: لا يزال يستجاب للعبد ما لم يدع بإثم أو قطيعة رحم.

ولذلك فإن هذا الدعاء ليس مما يستجاب، ولكن عليك أن تستسمحي هذه الأخت وتكثري لها من الدعاء وتبيني لها أن هذا الدعاء غير مستجاب وأنك لم تقصدي أذيتها ولا الإساءة إليها..

والله أعلم.

مواد ذات صلة

الفتاوى

الصوتيات

المكتبة

بحث عن فتوى

يمكنك البحث عن الفتوى من خلال البريد الإلكتروني