الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

حكم قول الداعي يا رب يا فلان تنجح

السؤال

هل يجوز الدعاء بقول: يارب يا فلان تنجح. مثلا يارب يا محمد تنجح أم الأصح الدعاء بقول: يارب فلان ينجح. يارب محمد ينجح ؟ وجزاكم الله خيرًا

الإجابــة

الحمد لله، والصلاة والسلام على رسول الله، وعلى آله وصحبه، أما بعـد:
فجميع الصيغ التي ذكرتها السائلة يغلب عليها التركيب الدارج في العامية، وأما التركيب العربي فيكون المنادى فيه هو الله، وإليه يتوجه فعل الطلب، نحو: يا رب نجِّح فلانا، أو وفِّق فلانا.
وأما الصيغتان المذكورتان في السؤال فلا تفاضل بينهما، فإن صيغة (يا رب يا فلان تنجح) معناها: (يا فلان يا رب تنجح) ولا فرق بين هذه وبين (يا رب فلان ينجح).
وعلى أية حال فالدعاء بالعربية الفصحى وإن كان أسلم، إلا إنه لا حرج في الدعاء باللغة الدارجة، بل وبغير العربية، والله سبحانه يعلم قصد الداعي ويجيبه، وقد سئل شيخ الإسلام ابن تيمية عن رجل دعا دعاء ملحونا، فقال له رجل: ما يقبل الله دعاء ملحونا ؟ فأجاب: من قال هذا القول فهو آثم مخالف للكتاب والسنة ولما كان عليه السلف، وأما من دعا الله مخلصا له الدين بدعاء جائز سمعه الله وأجاب دعاءه، سواء كان معربا أو ملحونا، والكلام المذكور لا أصل له؛ بل ينبغي للداعي إذا لم يكن عادته الإعراب أن لا يتكلف الإعراب، قال بعض السلف: إذا جاء الإعراب ذهب الخشوع. وهذا كما يكره تكلف السجع في الدعاء، فإذا وقع بغير تكلف فلا بأس به، فإن أصل الدعاء من القلب واللسان تابع للقلب. ومن جعل همته في الدعاء تقويم لسانه أضعف توجه قلبه، ولهذا يدعو المضطر بقلبه دعاء يفتح عليه لا يحضره قبل ذلك، وهذا أمر يجده كل مؤمن في قلبه. والدعاء يجوز بالعربية وبغير العربية، والله سبحانه يعلم قصد الداعي ومراده وإن لم يقوم لسانه؛ فإنه يعلم ضجيج الأصوات باختلاف اللغات على تنوع الحاجات. اهـ.
والله أعلم

مواد ذات صلة

الفتاوى

الصوتيات

المكتبة

بحث عن فتوى

يمكنك البحث عن الفتوى من خلال البريد الإلكتروني