الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

حكم الصفرة والكدرة قبل وبعد الطهر

السؤال

أرجو منكم الإجابة على أسئلتي، لاتحيلوني إلى استشارات مشابهة: أنا إنسانة موسوسة، أرهقني الوسواس. في الشهر الماضي كان ينزل علي من تاريخ الدورة كدرة بنية وصفرة. وبعض الأوقات قليل من الدم خيط بسيط أو أكثر بقليل مع البياض الذي ينزل في أيام الطهر. ذهبت للطبيبة وتبين أن العلة تكيس في المبايض في الرحم وأن هذه الإفرازات المذكورة أعلاه ليست بحيض، وذهبت عند طبيبة أخرى في اليوم 14 وقالت لي إنها ليست بحيض لأن فترة حيضي انتهت، وأعطتني دواء لكي تتوقف هذه الإفرازات والدم القليل، وأنا كنت أغتسل وأصلي، وفي اليوم 14 بعد ما قالت لي الطبيبة الأخرى مثل كلام الطبيبة الأولى اغتسلت وأصبح ينزل مني فقط كدرة وصفرة مع إفرازات بيضاء لمدة يومين، وانقطعت الكدرة والصفرة بسبب الدواء ولم ألتفت لها ولم أغتسل، اعتبرتها استحاضه علماً بأني طوال فترة 14 يوما وأنا أغتسل وأصلي. فهل فعلي صحيح ؟
سؤالي الثاني: أنا كل شهر عند ما تأتيني الدورة يستمر نزول الدم لمدة 8 أيام تقريبا، وبعدها تنزل كدرة وصفرة لمدة يومين، ثم أرى الطهر وأغتسل، وبعد الطهر ينزل مني كدرة وصفرة وإفرازت بيضاء أخرى تستمر معي 5 أيام أو أسبوعا بعد الطهر، وتذهب وأنا لا ألتفت لها، أتوضأ وأصلي بعد دخول الوقت باعتبار أنها استحاضة. هل فعلي هذا صحيح؟ أصبحت أوسوس في الأمر يعني 5 أيام الكدرة والصفرة. هل هي من العادة أم لا ؟
الثالث: الشهر الحالي جاءتني الدورة بكمية أقل من الأشهر الماضية، من بدايتها توقعت أنها ستنتهي بسرعة لأن كميتها قليلة مقارنة بدورتي المعتادة، أتوقع أيضا بسبب التكيس للشهر الماضي، وبالفعل استمرت 7 أيام فقط، ورأيت الطهر واغتسلت، ومثل كل شهر ينزل كدرة وصفرة قليلة بعد الطهر. هل هي من العادة أو أن العادة قد تزيد وتنقص؟ أنا أصلي ولم ألتفت لها. هل فعلي صحيح؟ أرهقني الوسواس كثيرا. أرجو منكم الرد على جميع أسئلتي وعدم إحالتي إلى استشارات مشابهة حتى يتضح لي الأمر تماما ولا أوسوس. تعبت كثيرا.

الإجابــة

الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعد:

فلا داعي للوسوسة بحمد الله، ثم اعلمي أن ما رأيته من الدم اليسير بعد انتهاء عادتك وما صحبه من كدرة إذا كان قد تبين أنه ناشئ عن التكيس المذكور وليس خارجا من قعر الرحم شأن دم الحيض فهو استحاضة، وعليه فكان الواجب عليك أن تتوضئي لكل صلاة بعد دخول وقتها وتصلي بهذا الوضوء الفرض وما شئت من النوافل مع التحفظ بشد خرقة أو نحوها على الموضع.

وأما الشق الثاني والثالث من سؤالك والمتعلق بالصفرة والكدرة فالمفتى به عندنا أن الصفرة والكدرة في زمن الحيض حيض، وبعده لا تكون حيضا إلا إذا كانت متصلة بالدم، وانظري الفتوى رقم: 134502 .

وعليه، فما ترينه من صفرة وكدرة بعد طهرك من الحيض وانقضاء مدة عادتك لا يعد حيضا، فلا تلتفتي إليه وإنما تفعلين ما ذكرنا مما تفعله المستحاضة، وأما إذا انقطع الدم في مدة العادة ثم رأيت في مدة العادة هذه الصفرة والكدرة فإنها تكون حيضا في قول الحنابلة وهو المفتى به عندنا، فيجب عليك أن تعيدي الغسل بعد انقضاء مدة عادتك. فإن كنت لم تفعلي فنرى أنه يسعك العمل بمذهب بعض العلماء القائلين بأن الصفرة والكدرة لا تعد حيضا بعد رؤية الطهر بكل حال.

والله أعلم.

مواد ذات صلة

الفتاوى

الصوتيات

بحث عن فتوى

يمكنك البحث عن الفتوى من خلال البريد الإلكتروني