الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

البكاء والحزن بدون تسخط لا ينافي الصبر والثواب عليه

السؤال

كنت مخطوبة لشخص يدخن، وصلاته غير منتظمة، وقبل الخطبة مع وعده لي بأنه سيقلع عنه، وكنت أتكلم معه وأحاول تغييره، تغييره كان بطيئا لكنه يتغير، رفض أهلي هذا الشخص ولا يرون أنه زوج مناسب. فسخت الخطبة قبل زواجي بشهرين وتعلقت به كثيرا، كنت أدعو له في صلاتي قبل نفسي وأخاف عليه، ولكنه قابل الإحسان بالإساءة لي ولأهلي، وبعدها بشهر توفي خالي بمثابة أبي لخوفه علينا، أحسست أن الدنيا أظلمت في وجهي، فقلد فقدت حبيبين لي، بكيت كثيرا وحزنت لما حدث، وحزني لفراق خالي وإساءة هذا الشخص لي رغم حبي الشديد له وحسن نيتى معه.
سؤالى: هل رد فعلي لما حدث لي من حزن وبكاء مع أني لم أكن أقول (ليه يارب حصل هذا ) بكائي لأني لم أتحمل الفراق والإهانة لي، وإذا كان كذلك. فهل ثواب هذا الابتلاء حرمت منه بسبب حزني، مع العلم أنها كانت فترة مليئة بالمشاكل من كل النواحي؟ وماذا أفعل إذا ضعفت وندمت على فسخي للخطوبة السابقة؟ أرجو أن أكون وفقت في عرض مشكلتي. وجزاكم الله خيرا.

الإجابــة

الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعد:

فمجرد دمع العين أو حزن القلب وتألمه على فراق حبيب لا يؤاخذ به صاحبه إن شاء الله، ثبت في الصحيحين عن ابن عمر رضي الله عنهما أن النبي صلى الله عليه وسلم قال: ألا تسمعون، إن الله لا يعذب بدمع العين ولا بحزن القلب، ولكن يعذب بهذا - وأشار إلى لسانه - أو يرحم. والثواب في الابتلاء يكون لمن صبر فلم يتسخط على أقدار الله تعالى، والبكاء والحزن لا ينافيان الصبر، فما دمت لم تتسخطي على ذلك المقدور فنرجو أن يكون أجرك ثابتا بإذن الله تعالى. ولمزيد الفائدة راجعي الفتاوى أرقام: 23586 ، 18721 ، 120592.

وأما فسخ خطوبتك من هذا الشاب فلا تحزني لأجلها، فما دام على الحال الذي ذكرت من تفريطه في الصلاة وشربه الدخان وإساءته لك ولأهلك فهو ليس مرضيا في دينه وخلقه، والشرع قد حث على الزواج من صاحب الدين والخلق، كما في الحديث الذي رواه الترمذي عن أبي هريرة رضي الله عنه أن النبي صلى الله عليه وسلم قال: إذا خطب إليكم من ترضون دينه وخلقه فزوجوه. وتذكري أن من الفتيات من يتعلق قلبها بشاب وتتمنى الزواج منه، ويكون لها ما تمنت، ثم تصبح حياتها الزوجية معه جحيما، فعليك بالرضا بما قدر الله لك، قال تعالى: وَعَسَى أَنْ تَكْرَهُوا شَيْئًا وَهُوَ خَيْرٌ لَكُمْ وَعَسَى أَنْ تُحِبُّوا شَيْئًا وَهُوَ شَرٌّ لَكُمْ وَاللَّهُ يَعْلَمُ وَأَنْتُمْ لَا تَعْلَمُونَ.[البقرة:216 ].

وعليك بالإكثار من دعاء الله تعالى أن يرزقك رجلا صالحا تسعدين معه، وأن يرزقك منه ذرية صالحة. ويمكنك أن تستعيني ببعض صديقاتك الصالحات في البحث عن الزوج. وراجعي الفتوى رقم 18430.

والله أعلم.

مواد ذات صلة

الفتاوى

المقالات

الصوتيات

المكتبة

بحث عن فتوى

يمكنك البحث عن الفتوى من خلال البريد الإلكتروني