الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

إفشاء السر خيانة للأمانة

السؤال

أخبرتني قريبة لي عن أمر يخصها وقالت لي: أمانة لا يطلع عليه أحد ـ وأيضا قالت لا تخبري أحدا سأسألك عنه يوم القيامة، وبعد مدة من الزمن أخبرت أشخاصا بالأمر، فهل علي إثم بذلك؟ وهل قولها: أمانة لا يطلع لأحد ـ يعتبر من الأمانة التي عجزت عن حملها السموات والأرض؟ وهل يجوز قول أمانة عند الإخبار بالسر؟ وأنا والله أعلم أو أعتقد أنها تقصد بمثل الحلف بها مثل قول: حلفتك بالله ـ علما بأنني تحللت من هذه القريبة وسامحتني، أرجو إفادتي جزاكم الله كل خير، وعذرا على الإطالة.

الإجابــة

الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، وبعد:

فلا شك أنك قد أخطأت في إفشاء سر قريبتك، فإن من استؤمن على حفظ سر لا يجوز له إفشاؤه، جاء في الجامع الكبير للسيوطي: عن ابن مسعود ـ رضي الله عنه ـ إنما يتجالس المتجالسان بأمانة الله، فلا يحل لأحدهما أن يفشى على صاحبه ما يكره.

وفي سنن أبي داود مرفوعا: إذا حدّث الرجل بالحديث ثم التفت، فهي أمانة.

وقال الحسن البصري: إن من الخيانة أن تحدّث بسر أخيك. ولذلك، فإن عليك أن تتوبي إلى الله تعالى، فإن التائب من الذنب كمن لا ذنب له، وكل ابن آدم خطاء وخير الخطائين التوابون، وما دامت قريبتك قد سامحتك فنرجو أن يقبل الله تعالى توبتك ويغفر ذنبك، والتكاليف الشرعية كلها ـ ومنها حفظ السر ـ من الأمانة التي عرضها الله تعالى على السماوات والأرض والجبال فأبت حملها، كما قال أهل التفسير، والأمانة المذكورة هنا هي التكاليف التي يتعلق بأدائها الثواب وبتضييعها العقاب.

قال القرطبي: والأمانة تعم جميع وصائف الدين على الصحيح من الأقوال، وهو قول الجمهور.

والله أعلم.

مواد ذات صلة

الفتاوى

المقالات

الصوتيات

المكتبة

بحث عن فتوى

يمكنك البحث عن الفتوى من خلال البريد الإلكتروني