الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

نظرة شرعية في مفهوم هذه العبارات

السؤال

أود أن أسأل عن حكم العبارات التالية جزيتم خيرا: حياتي خلقت من أجلي، إن عشتها كما يريدون أصبحت حياتهم ـ يا إلهي رجوتك جد علينا بتوبة، بالنبي قـد سألتك والكرام الأحبة؟.

الإجابــة

الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعد:

فالعبد خلق ليعيش كما يريده الله تعالى لا كما يريده هو أو غيره، وخلِق امتحانا واختبارا لمدى تحقيقه لعبودية الله الذي له الخلق والأمر، قال تعالى: وَمَا خَلَقْتُ الْجِنَّ وَالْإِنْسَ إِلَّا لِيَعْبُدُونِ {الذاريات: 56}.

وقال سبحانه: الَّذِي خَلَقَ الْمَوْتَ وَالْحَيَاةَ لِيَبْلُوَكُمْ أَيُّكُمْ أَحْسَنُ عَمَلاً {الملك: 2}.

فالعاقل هو الذي يحيى ويموت ملتزما بطاعة الله على صراط مستقيم، فيؤثر مرضاة الله تعالى على هوى نفسه وبذلك يطمئن في الدنيا وتطيب حياته، ويسعد في الآخرة بعد مماته، قال تعالى: من عَمِلَ صَالِحًا مِنْ ذَكَرٍ أَوْ أُنْثَى وَهُوَ مُؤْمِنٌ فَلَنُحْيِيَنَّهُ حَيَاةً طَيِّبَةً وَلَنَجْزِيَنَّهُمْ أَجْرَهُمْ بِأَحْسَنِ مَا كَانُوا يَعْمَلُونَ { النحل: 97}.

وقال عز وجل: فَأَمَّا مَنْ طَغَى وَآثَرَ الْحَيَاةَ الدُّنْيَا فَإِنَّ الْجَحِيمَ هِيَ الْمَأْوَى وَأَمَّا مَنْ خَافَ مَقَامَ رَبِّهِ وَنَهَى النَّفْسَ عَنِ الْهَوَى فَإِنَّ الْجَنَّةَ هِيَ الْمَأْوَى {النازعات: 37ـ41}.

وعلى كل، فالعبارة الأولى لا إشكال فيها إذا فهمت في هذا السياق.

وأما العبارة الثانية فلا حرج فيها، فما هي إلا دعاء ورجاء لنوع من جود الله تعالى وفضله، وهو تحقيق التوبة.

وأما العبارة الثالثة فلا تخرج عن معنى التوسل بالنبي صلى الله عليه وسلم والصالحين الذين يحبهم الله، وقد سبق لنا تفصيل هذه المسألة، فراجع الفتاوى التالية أرقامها: 58306679184413128815.
والله أعلم.

مواد ذات صلة

الفتاوى

المقالات

الصوتيات

المكتبة

بحث عن فتوى

يمكنك البحث عن الفتوى من خلال البريد الإلكتروني